وأنا لا أدري، ولكن متى أجد مثلك أحدا (1) يكشفها لي (2)!!
فقال (عليه السلام): إن النبي (صلى الله عليه وآله) لما ثقل في مرضه دعا عليا (عليه السلام)، فوضع رأسه في حجره وأغمي عليه، وحضرت الصلاة، فأوذن بها (3)، فخرجت عائشة، فقالت: يا عمر اخرج فصل بالناس.
فقال: أبوك أولى بها.
فقالت: صدقت، ولكنه رجل لين وأكره أن يواثبه القوم، فصل أنت.
فقال لها عمر: بل يصلي هو، وأنا أكفيه إن وثب واثب، أو تحرك متحرك، مع أن محمدا مغمى عليه لا أراه يفيق منها، والرجل مشغول به لا يقدر يفارقه- يريد عليا (عليه السلام)- فبادر (4) بالصلاة قبل أن يفيق، فإنه إن أفاق خفت أن يأمر عليا بالصلاة (5)، فقد سمعت مناجاته منذ (6) الليلة، وفي آخر كلامه يقول (7): الصلاة الصلاة.
قال: فخرج أبو بكر ليصلي بالناس، فأنكر القوم ذلك، ثم ظنوا أنه بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فلم يكبر حتى أفاق رسول الله (صلى الله عليه وآله) (8)، فقال (9): ادعوا إلي (10) العباس، فدعي، فحملاه؛ هو وعلي (عليه السلام)، فأخرجاه حتى صلى بالناس وإنه لقاعد، ثم حمل فوضع على منبره، فلم يجلس بعد ذلك على المنبر (11)، واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار، حتى
Page 172