فاستطار العكاز الذهبي من يده وتحطم إلى أجزاء عديدة ... وأبصرت مطوقة بيضاء فرت من بين شفتيه، وصعدت في مذاهب السماء ...
في تلك الدقيقة غسل النور مطارح الأشياء، وأغمي على الأشباح ... فاستفقت من غيبوبتي، فوجدتني على ضريح الأب سليم، خائر القوى مضطرب الأعصاب. وكانت الشمس تتلألأ في الأفق!
وردة الجنة
كان الظلام يمتد رويدا رويدا.
وكان هيكل الدير الجاثم كوكر النسر على قمة صخر منيع، يترامى عليه آخر شعاع من أشعة المغيب، فيتألق بمجد لا مجد بعده، في حين كانت الأبراج والشرفات والنوافذ تتصاعد كسنابل من نار، وتشعل في الشفق أنوارا حية.
أما الأحراج العظيمة الممتدة على أقدام جبل كسن، فقد كانت تبرز في وسط بخار من الأنوار البنفسجية الشاحبة، مؤلفة زنارا رحب الجوانب تحيط بذلك الجبل الحصين.
هناك، في منعطف طريق ضيق، كان رجل طويل القامة مرتد جبة سوداء، يفكر بسكون وهدوء، وقد مضى عليه ساعات عديدة وهو مطرق إلى الحضيض، ومستسلم لتأملات رهيبة.
بعد هنيهة اضطرب اضطرابا شديدا!
كان الجرس يدق في الأبعاد مرسلا إلى أصدية الأحراج نداء طويلا يائسا!
نزع القسيس عن رأسه قبعته التي كانت تستر عينيه، واتجه بمهل إلى الدير.
Page inconnue