Tanzih Anbiya
تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
Genres
وأما قول الله عز وجل لنبيه عليه السلام : ( وتخفي في نفسك ما الله مبديه ) [الأحزاب : 33 / 37]. يعني من تزويجها الذي أمرتك به أو أعلمتك به.
وأما قوله تعالى : ( وتخشى الناس ) [الأحزاب : 33 / 37] ، أي تخشى من قول الناس ، على حذف حرف الجر كأنه يقول : تخشى من الناس أن يقولوا فيك فيأثموا ويهلكوا ، ( والله أحق أن تخشاه ) أي تخشى منه على الناس وللناس حتى يقع مرادي فيك وفي الناس ، إذ ليس احتياطك يغني عنهم من الله شيئا ، فلا عليك ممن قال ولا ممن أثم ، فأنا أعلم بما يقولون وبما أجازيهم. كما قال تعالى له : ( ليس لك من الأمر شيء ) [آل عمران : 3 / 128] ، و ( ليس عليك هداهم ) [البقرة : 2 / 272] ، و ( إنك لا تهدي من أحببت ) [القصص : 28 / 56] إلى غير ذلك.
وأما أن يكون الرسول صلى الله عليه وسلم يخشى الناس من غير مراعاة لهذا القدر وما أشبهه ، فحاشا وكلا ، وكيف وقد قال تعالى بعد هذه الآية : ( الذين يبلغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون أحدا إلا الله ) [الأحزاب : 33 / 39] فقد زكى الله تعالى أنبياءه بأنهم أفردوه بالخشية ، فلو كان الرسول عليه السلام يخشى الناس لأجل الناس لتناقض الخبر ، والتناقض في خبر الله ورسوله محال.
** وأما ما خاف أن يقوله الناس فيهلكوا ، فهو على خمسة أوجه :
** أحدها :
يعمد إلى كريمة من كرائمه وأقرب الناس إليه نسبا فيزوجها لعبده؟!.
** والثاني :
** الثالث :
Page 68