Tanzih Anbiya
تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
Genres
المجازفين في الحقائق يقولون : قعد منها مقعد الرجل من المرأة ، وحل عقد نطاقها وهو ينظر إلى أبيه تارة وإلى الملك أخرى ثم يعود لحل العقد!!
ونحن مع ذلك نعلم قطعا أن أحدنا ؛ على جهلنا وعدم عصمتنا وسوء أدبنا ، لو كان على تلك الحالة وكشفت عليه أمته لا نقبض وتغير عليه حاله ، فكيف بنا إذا كشف علينا آباؤنا وكبراؤنا! فكيف الملائكة؟!
فانظر إلى مقت هذه القولة وما ذا جمعت من الاجتراء والافتراء على أنبياء الله تعالى ، مع صفاقة الوجوه وعدم الحياء ، والتهاون بذكر المصطفين الأخيار. وقد ذكرها الهمداني وغيره (1) في شرح قصة يوسف عليه السلام مع أن الهم في اللسان : هو الخاطر الأول (2)، فإذا تمادى سمي إرادة وعزما ، فإن لم يعترضه نقيض سمي نية ، ثم إن الله تعالى وصفه بالخاطر الأول فقال : «هم» وهم يقولون : فعل وصنع! لا لعا (3) لعثرتهم ولا سلامة!
وفي الشعر السابق تمنى الشاعر الخبيث لو كان شارك في قتل عثمان رضياللهعنه ، ولم يشف غله أن وطئ جسد عثمان برجله القذرة ، لعنه الله (أي تمنى لو انتقل من الهم إلى الفعل).
والهمداني المشار إليه هو أبو محمد الحسن بن أحمد الهمداني ، من بني همدان ، مؤرخ عالم بالأنساب عارف بالفلك والفلسفة والأدب ، وهو صاحب كتاب (الإكليل) و (صفة جزيرة العرب) وغيرهما ، عاش بين 280 و360 (وينظر ما في الأعلام للزركلي 2 / 179 وحواشي الترجمة).
وفي اللسان : هم بالشيء : نواه وأراده وعزم عليه.
Page 57