Tanzih Anbiya
تنزيه الأنبياء عما نسب إليهم حثالة الأغبياء
Genres
ولا تشطط )، والشطط : الجور ، مع علمهم بأن المعصوم يحكم بالحق ولا يجور في الحكم ، فتخرج لهم هذه الأقوال إذ هم ملائكة وسفرة معصومون ، مخرج أقوال يوسف عليه السلام إذ أمر مناديه فنادى : ( أيتها العير إنكم لسارقون ) (1) [يوسف : 12 / 70] ، وما كانوا بسارقين ، وقوله عليه السلام لإخوته : ( أنتم شر مكانا ) [يوسف : 12 / 77] ولم يكونوا كذلك ، وأخذ أخاهم على حكمهم لا على حكم الملك ، وما كان له أن يأخذه في دين الملك ، فإن الملك كان يقتل السارق ، ولا في دين إخوته في شريعتهم ، فإنهم كانوا يستعبدون السارق ، وأخوه لم يكن سارقا.
وجاء في الأخبار أنه كان ينقر في الصواع ويقول : إن صواعي هذا يخبرني بكذا وكذا ؛ والصواع لا يخبر ، حتى قال له بنيامين أخوه : أيها الملك! سل صواعك يخبرك أحي أخي يوسف أم ميت؟!.
فنقر في الصواع فقال : هو حي وإنك لتراه وتلقاه ، إلى غير ذلك. فأقام الله تعالى عذره في كل ما أخبر عنه وفعله بقوله (2): ( كذلك كدنا ليوسف ) [يوسف : 12 / 76] ، ومعناه : بذلك أمرناه وأردنا منه.
وارتفع الاعتراض على أنه : ما أخبر الملائكة عليهم السلام لداود عليه السلام إنما كان على جهة التجوز وضرب المثال بأخوة الإيمان ، إذ ليس في الملائكة ولادة ، وإذا لم يكن ولادة فلا أخوة نسب.
وفي تفسير القرطبي : وفيه جواز التوصل إلى أغراض بالحيل إذا لم تخالف الشريعة ، ولا هدمت أصلا ...
Page 41