Tanzih al-Ashab ‘an Tanaqqus Abi Turab
تنزيه الأصحاب عن تنقص أبي تراب
Maison d'édition
مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
Genres
حدثكم ابن مسعود فصدقوه" ورواه الحاكم بنحوه. وقال هذا حديث من أجل ما روي في فضائل الشيخين وصحح هذا الحديث ووافقه الذهبي على تصحيحه ثم روى الحاكم حديث ابن مسعود ﵁ الذي أشار إليه الترمذي وصححه وإسناده ضعيف.
وحديث حذيفة ﵁ من أوضح الأدلة على أنه لم يكن في الصحابة ﵃ أعلم من أبي بكر وعمر ﵄ لأن النبي ﷺ لم يكن ليأمر علماء الصحابة بالإقتداء بمن هو دونهم في العلم وإنما يأمرهم بالاقتداء بمن هو أعلم منهم. وفيه أبلغ رد على أبي تراب حيث فضَّل أبي هريرة على أبي بكر وعمر ﵄ في العلم وفضَّل عليا ومعاذا وابن مسعود وابن عمر ﵃ على عمر ﵁ في العلم والفقه.
ومنها أن النبي ﷺ أعطى عمر ﵁ فضل اللبن الذي شرب منه في منامه وأوَّل ذلك بالعلم كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد والشيخان والترمذي عن عبد الله ابن عمر ﵄ قال: كان رسول ﷺ يحدث قال: "بينا أنا نائم رأيتني أتيت بقدح لبن فشربت منه حتى أني أرى الري يخرج في أطرافي - وفي رواية: من أظفاري - ثم أعطيت فضلي عمر بن الخطاب". فقالوا: فما أوَّلت ذلك يا رسول الله. قال: "العلم" قال الترمذي هذا حديث حسن صحيح غريب. وقد رواه الطبراني ولفظه أن رسول الله ﷺ قال: "رأيت في النوم أني أعطيت عسا مملوءا لبنا فشربت منه حتى تملأت حتى رأيته يجري في عروقي بين الجلد واللحم ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب". فأولوها قالوا: يا نبي الله هذا علم أعطاكه الله فملأك منه ففضلت فضلة فأعطيتها عمر بن الخطاب. فقال: "أصبتم" قال الهيثمي رجاله رجال الصحيح وقد رواه الحاكم في مستدركه بنحوه وقال صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وهذا الحديث من أوضح الأدلة على غزارة علم عمر ﵁ وأنه لم يكن في الصحابة بعد أبي بكر ﵁ أحد يماثل عمر ﵁ في العلم أو يقاربه. وفيه أبلغ رد على أبي تراب فيما شذ به على تفضيل علي وأبي هريرة ومعاذ وابن مسعود وابن عمر ﵃ على عمر ﵁ بالعلم والفقه. وقد شهد حبر الأمة عبد الله بن مسعود وحذيفة بن اليمان ﵃ لعمر
30 / 78