L'illumination de Miqbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Lieu d'édition
لبنان
وَمن السُّورَة الَّتِى يذكر فِيهَا الْأَحْزَاب وهى كلهَا مَدَنِيَّة آياتها ثَلَاثَة وَتسْعُونَ وكلماتها ألف ومائتان وَاثْنَانِ وَثَمَانُونَ وحروفها خَمْسَة آلَاف وَسَبْعمائة
﴿بِسم الله الرَّحْمَن الرَّحِيم﴾
وبإسناده عَن ابْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى ﴿يَا أَيهَا النَّبِي اتَّقِ الله﴾ يَقُول اخش الله فِي نقض الْعَهْد قبل أَجله ﴿وَلاَ تُطِعِ الْكَافرين﴾ من أهل مَكَّة أَبَا سُفْيَان ابْن حَرْب وَعِكْرِمَة بن أبي جهل وَأَبا الْأَعْوَر الْأَسْلَمِيّ ﴿وَالْمُنَافِقِينَ﴾ من أهل الْمَدِينَة عبد الله بن أَبى سلول ومعتب بن قُشَيْر وجد بن قيس فِيمَا يأمرونك من الْمعْصِيَة ﴿إِنَّ الله كَانَ عَلِيمًا﴾ بمقالتهم وإرادتهم قَتلك ﴿حَكِيمًا﴾ حكم الْوَفَاء بالعهد ونهاكم عَن نقض الْعَهْد
﴿وَاتبع﴾ يَا مُحَمَّد ﴿مَا يُوحى إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ﴾ اعْمَلْ بِمَا تُؤمر بِالْقُرْآنِ ﴿إِنَّ الله كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ من وَفَاء الْعَهْد ونقضه ﴿خَبِيرا﴾
﴿وَتَوَكَّلْ على الله وَكفى بِاللَّه وَكِيلًا﴾ كَفِيلا بِمَا وعد لَك من النُّصْرَة والدولة وَيُقَال حفيظا مِنْهُم
﴿مَّا جَعَلَ الله لِرَجُلٍ مِّن قَلْبَيْنِ فِي جَوْفِهِ﴾ فِي صَدره نزلت فِي أبي معمر جميل بن أَسد كَانَ يُقَال لَهُ ذُو قلبين من حفظ حَدِيثه ﴿وَمَا جَعَلَ أَزْوَاجَكُمُ اللائي تُظَاهِرُونَ مِنْهُنَّ﴾ بِالْيَمِينِ ﴿أُمَّهَاتِكُمْ﴾ كأمهاتكم فِي الْحَرَام نزلت فِي أَوْس بن الصَّامِت أخي عبَادَة ابْن الصَّامِت وَامْرَأَته خَوْلَة ﴿وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَآءَكُمْ﴾ الَّذين تبنيتم فى العون والنصرة ﴿أبناءكم﴾ كأبناءكم من النّسَب ﴿ذَلِكُم قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ﴾ بألسنتكم فِيمَا بَيْنكُم ﴿وَالله يَقُولُ الْحق﴾ يبين الْحق ﴿وَهُوَ يَهْدِي السَّبِيل﴾ يدل إِلَى الصَّوَاب
﴿ادعوهُمْ لآبَآئِهِمْ﴾ انسبوهم إِلَى آبَائِهِم ﴿هُوَ أَقْسَطُ﴾ هُوَ أفضل وأصوب وَأَعْدل ﴿عِندَ الله﴾ فِي النِّسْبَة ﴿فَإِن لَّمْ تعلمُوا آبَاءَهُمْ﴾ نِسْبَة آبَائِهِم ﴿فَإِخوَانُكُمْ فِي الدّين﴾ فادعوهم باسم إخْوَانكُمْ فِي الدّين عبد الله وَعبد الرَّحْمَن وَعبد الرَّحِيم وَعبد الرَّزَّاق ﴿وَمَوَالِيكُمْ﴾ وباسم مواليكم ﴿وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ﴾ مأثم ﴿فِيمَآ أَخْطَأْتُمْ بِهِ﴾ من النِّسْبَة ﴿وَلَكِن مَّا تَعَمَّدَتْ﴾ بِهِ عقدت بِهِ ﴿قُلُوبُكُمْ﴾ بالفرية أَن تنسبوهم إِلَى غير آبَائِهِم يُؤَاخِذكُم الله بذلك ﴿وَكَانَ الله غَفُورًا﴾ فِيمَا مضى ﴿رَّحِيمًا﴾ فِيمَا يكون
نزلت هَذِه الْآيَة فِي شَأْن زيد بن حَارِثَة وَكَانَ قد تبناه النبى ﷺ وَكَانُوا يَقُولُونَ زيد بن مُحَمَّد فنهاهم الله عَن ذَلِك ودلهم إِلَى الصَّوَاب فَقَالَ
﴿النَّبِي أولى بِالْمُؤْمِنِينَ﴾ أَحَق بِحِفْظ أَوْلَاد الْمُؤمنِينَ ﴿مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ من بعد مَوْتهمْ لقَوْل النَّبِي ﷺ من مَاتَ وَترك كلا فالى أودينا فعلي أَو مَالا فلورثته ﴿وَأَزْوَاجُهُ﴾ أَزوَاج النَّبِي ﷺ ﴿أُمَّهَاتُهُمْ﴾ كأمهاتهم فِي الْحُرْمَة ﴿وَأُوْلُو الْأَرْحَام﴾ ذُو الْقَرَابَة فِي النّسَب ﴿بَعْضُهُمْ أولى﴾ أَحَق ﴿بِبَعْضٍ﴾ بِالْمِيرَاثِ ﴿فِي كِتَابِ الله﴾ هَكَذَا مَكْتُوب فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ وَيُقَال فِي التَّوْرَاة وَيُقَال فِي الْقُرْآن ﴿مِنَ الْمُؤمنِينَ والمهاجرين إِلاَّ أَن تَفعلُوا إِلَى أَوْلِيَآئِكُمْ﴾ فِي الدّين أَو أصدقائكم ﴿مَّعْرُوفًا﴾ وَصِيَّة من الثُّلُث ﴿كَانَ ذَلِكَ﴾ الْمِيرَاث لِلْقَرَابَةِ وَالْوَصِيَّة للأولياء ﴿فِي الْكتاب مَسْطُورًا﴾ فِي اللَّوْح الْمَحْفُوظ مَكْتُوبًا وَيُقَال فِي التَّوْرَاة مَكْتُوبًا يعْمل بِهِ بَنو إِسْرَائِيل
﴿وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيين مِيثَاقَهُمْ﴾ إقرارهم على عهودهم أَن يبلغ بَعضهم بَعْضًا ﴿وَمِنْكَ﴾ أَوله أَخذنَا مِنْك أَن تبلغ قَوْمك خبر
1 / 350