L'illumination de Miqbas
تنوير المقباس من تفسير ابن عباس
Maison d'édition
دار الكتب العلمية
Lieu d'édition
لبنان
من آدم وآدَم من تُرَاب وَأَنْتُم أَوْلَاده ﴿ثُمَّ إِذَآ أَنتُمْ بَشَرٌ﴾ نسم ﴿تَنتَشِرُونَ﴾ تتمتعون على وَجه الأَرْض
﴿وَمن آيَاته﴾ من عَلَامَات وحدانيته وَقدرته ﴿أَن خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا﴾ آدَمِيًّا مثلكُمْ ﴿لتسكنوا إِلَيْهَا﴾ ليسكن الرجل إِلَى زَوجته ﴿وَجَعَلَ بَيْنَكُم﴾ بَين الْمَرْأَة وَالزَّوْج ﴿مَّوَدَّةً﴾ محبَّة للْمَرْأَة على الزَّوْج ﴿وَرَحْمَة﴾ الرجل على الْمَرْأَة أَي على زَوجته وَيُقَال مَوَدَّة للصَّغِير على الْكَبِير وَرَحْمَة الْكَبِير على الصَّغِير ﴿إِن فِي ذَلِك﴾ فِيمَا ذكرت ﴿لآيَات﴾ لعلامات وعبرًا ﴿لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ فِيمَا خلق الله
﴿وَمِنْ آيَاتِهِ﴾ من عَلَامَات وحدانيته وَقدرته ﴿خَلْقُ السَّمَاوَات وَالْأَرْض وَاخْتِلَاف أَلْسِنَتِكُمْ﴾ لغاتكم الْعَرَبيَّة والفارسية وَغير ذَلِك ﴿وَأَلْوَانِكُمْ﴾ وَاخْتِلَاف ألوان صوركُمْ الْأَحْمَر وَالْأسود وَغير ذَلِك ﴿إِنَّ فِي ذَلِك﴾ فِيمَا ذكرت من الِاخْتِلَاف (لآيَاتٍ) لعلامات ﴿لِّلْعَالَمِينَ﴾ الْجِنّ وَالْإِنْس
﴿وَمن آيَاته﴾ من عَلَامَات وحدانية وَقدرته ﴿مَنَامُكُم﴾ بيتوتتكم ﴿بِاللَّيْلِ وَالنَّهَار وابتغآؤكم مِّن فَضْلِهِ﴾ من رزقه بِالنَّهَارِ ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ فِيمَا ذكرت من اللَّيْل وَالنَّهَار (لآيَاتٍ) لعلامات وعبرًا ﴿لِّقَوْمٍ يَسْمَعُونَ﴾ ويطيعون
﴿وَمن آيَاته﴾ من عَلَامَات وحدانية وَقدرته ﴿يُرِيكُمُ الْبَرْق﴾ من السَّمَاء ﴿خَوْفًا﴾ للْمُسَافِر من الْمَطَر أَن يبل ثِيَابه ﴿وَطَمَعًا﴾ للمقيم فِي الْمَطَر أَن يسْقِي حروثه ﴿وَيُنَزِّلُ مِنَ السمآء مَآءً﴾ مَطَرا ﴿فَيُحْيِي بِهِ﴾ بالمطر ﴿الأَرْض بَعْدَ مَوْتِهَا﴾ بعد قحطها ويبوستها ﴿إِنَّ فِي ذَلِكَ﴾ فِيمَا ذكرت من الْمَطَر ﴿لآيَاتٍ﴾ لعلامات وعبرًا ﴿لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ يصدقون أَنه من الله
﴿وَمن آيَاته﴾ من عَلَامَات وحدانيته وَقدرته ﴿أَن تَقُومَ السمآء﴾ أَن تكون السَّمَاء ﴿وَالْأَرْض بِأَمْرِهِ﴾ بِإِذْنِهِ ﴿ثُمَّ إِذَا دَعَاكُمْ﴾ يَعْنِي الله يَوْم الْقِيَامَة على لِسَان إسْرَافيل ﴿دَعْوَةً مِّنَ الأَرْض﴾ من الْقُبُور ﴿إِذَآ أَنتُمْ تَخْرُجُونَ﴾ من الْقُبُور
﴿وَلَهُ﴾ عبيد ﴿مَن فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض كُلٌّ لَّهُ قَانِتُونَ﴾ مطيعون غير الْكفَّار
﴿وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخلق﴾ من النُّطْفَة ﴿ثُمَّ يُعِيدُهُ﴾ يحييه يَوْم الْقِيَامَة (وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ) هَين عَلَيْهِ إِعَادَته كإبدائه ﴿وَلَهُ الْمثل الْأَعْلَى فِي السَّمَاوَات وَالْأَرْض﴾ يَقُول لَهُ الصّفة الْعليا بِالْقُدْرَةِ على أهل السَّمَوَات وَالْأَرْض ﴿وَهُوَ الْعَزِيز﴾ فِي ملكه وسلطانه ﴿الْحَكِيم﴾ فِي أمره وقضائه
﴿ضَرَبَ لَكُمْ﴾ بيّن لكم يَا معشر الْكفَّار ﴿مَّثَلًا﴾ شبها ﴿مِّنْ أَنفُسِكُمْ﴾ آدَمِيًّا مثلكُمْ ﴿هَلْ لَّكُمْ مِّن مَّا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ من عبيدكم وَإِمَائِكُمْ ﴿مِّن شُرَكَآءَ فِي مَا رَزَقْنَاكُمْ﴾ أعطيناكم من المَال والأهل وَالْولد ﴿فَأَنتُمْ﴾ وعبيدكم وَإِمَائِكُمْ ﴿فِيهِ﴾ فِيمَا رزقناكم ﴿سَوَآءٌ﴾ شرك ﴿تَخَافُونَهُمْ﴾ تخافون لائمتهم ﴿كَخِيفَتِكُمْ أَنفُسَكُمْ﴾ كلائمة آبائكم وأبنائكم وَإِخْوَانكُمْ إِذا لم تُؤَدُّوا حُقُوقهم فِي الْمِيرَاث قَالُوا لَا قَالَ أفترضون لي مَا لَا ترْضونَ لأنفسكم تشركون عَبِيدِي فِي ملكي وَلَا تشركون عبيدكم فِيمَا رزقناكم ﴿كَذَلِكَ﴾ هَكَذَا ﴿نُفَصِّلُ الْآيَات﴾ نبيّن عَلَامَات وحدانيتي وقدرتي ﴿لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ يصدقون بأمثال الْقُرْآن
﴿بَلِ اتبع الَّذين ظلمُوا﴾ كفرُوا الْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكُونَ ﴿أَهْوَآءَهُمْ﴾ أَي مَا هم عَلَيْهِ من الْيَهُودِيَّة والنصرانية والشرك ﴿بِغَيْر علم﴾ وَلَا حجَّة ﴿فَمَن يَهْدِي﴾ فَمن يرشد إِلَى دين الله ﴿مَنْ أَضَلَّ الله﴾ عَن دينه ﴿وَمَا لَهُمْ﴾ للْيَهُود وَالنَّصَارَى وَالْمُشْرِكين
1 / 340