264

L'illumination de Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Lieu d'édition

لبنان

أَقمت عَلَيْهِ عابدًا ﴿لَّنُحَرِّقَنَّهُ﴾ بالنَّار وَيُقَال لنبردنه بالمبرد ﴿ثُمَّ لَنَنسِفَنَّهُ فِي اليم نَسْفًا﴾ لنذرينه فِي الْبَحْر ذَروا
﴿إِنَّمَآ إِلَهكُم الله الَّذِي لَا إِلَه إِلاَّ هُوَ﴾ بِلَا ولد وَلَا شريك ﴿وَسِعَ كُلَّ شَيْءٍ عِلْمًا﴾ علم رَبنَا بِكُل شَيْء
﴿كَذَلِك﴾ هَكَذَا ﴿نَقُصُّ عَلَيْكَ﴾ يَا مُحَمَّد ننزل عَلَيْك جِبْرِيل ﴿مِنْ أَنْبَآءِ مَا قَدْ سَبَقَ﴾ بأخبار الْأُمَم الْمَاضِيَة ﴿وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِن لَّدُنَّا ذِكْرًا﴾ قد أكرمناك بِالْقُرْآنِ فِيهِ خبر الْأَوَّلين والآخرين
﴿مَّنْ أَعْرَضَ عَنْهُ﴾ من كفر بِهِ ﴿فَإِنَّهُ يَحْمِلُ يَوْمَ الْقِيَامَة وِزْرًا﴾ شركا
﴿خَالِدِينَ فِيهِ﴾ مقيمين فِي عُقُوبَة الْوزر ﴿وَسَآءَ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَة حِمْلًا﴾ من الذُّنُوب
﴿يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّور﴾ النفخة الْأُخْرَى ﴿وَنَحْشُرُ الْمُجْرمين﴾ الْمُشْركين ﴿يَوْمِئِذٍ زُرْقًا﴾ عميا
﴿يتخافتون بَينهم﴾ يتسارون فِيمَا بَينهم فِي هَذَا القَوْل وَيَقُول بَعضهم لبَعض ﴿إِن لَّبِثْتُمْ﴾ مَا مكثتم فِي الْقُبُور ﴿إِلاَّ عَشْرًا﴾ عشرَة أَيَّام
﴿نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُونَ﴾ فِي الْبَعْث ﴿إِذْ يَقُولُ أَمْثَلُهُمْ طَرِيقَةً﴾ أفضلهم عقلا وأصوبهم رَأيا وأصدقهم قولا ﴿إِن لَّبِثْتُمْ﴾ مَا مكثتم فِي الْقُبُور ﴿إِلَّا يَوْمًا﴾
﴿ويسألونك﴾ يَا مُحَمَّد ﷺ سَأَلته بَنو ثَقِيف ﴿عَن الْجبَال﴾ عَن حَال الْجبَال يَوْم الْقِيَامَة ﴿فَقُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا﴾ يقلعها رَبِّي قلعًا
﴿فَيَذَرُهَا﴾ فَيتْرك الأَرْض ﴿قَاعًا﴾ مستوية ﴿صَفْصَفًا﴾ أملس لَا نَبَات فِيهَا
﴿لاَّ ترى فِيهَا عِوَجًا﴾ وَاديا وَلَا شقوقًا ﴿وَلَا أَمْتًا﴾ وَلَا شَيْئا شاخصًا من الأَرْض وَلَا نباتا
﴿يَوْمَئِذٍ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿يَتَّبِعُونَ الدَّاعِي﴾ يسرعون ويقصدون إِلَى الدَّاعِي ﴿لاَ عِوَجَ لَهُ﴾ لَا يميلون يَمِينا وَلَا شمالا (وخشعت الْأَصْوَات) ذللت الْأَصْوَات ﴿للرحمن﴾ لهيبة الرَّحْمَن ﴿فَلاَ تَسْمَعُ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿إِلاَّ هَمْسًا﴾ إِلَّا وطأ خفِيا كَوَطْء الْإِبِل
﴿يَوْمَئِذٍ﴾ وَهُوَ يَوْم الْقِيَامَة ﴿لاَّ تَنفَعُ الشَّفَاعَة﴾ لَا تشفع الْمَلَائِكَة لأحد ﴿إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَن﴾ فِي الشَّفَاعَة ﴿وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا﴾ قبل مِنْهُ لَا إِلَه إِلَّا الله
﴿يَعْلَمُ﴾ الله ﴿مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ﴾ بَين أَيدي الْمَلَائِكَة من أَمر الْآخِرَة ﴿وَمَا خَلْفَهُمْ﴾ من أَمر الدُّنْيَا ﴿وَلاَ يُحِيطُونَ بِهِ عِلْمًا﴾ لَا يعلمُونَ مَا بَين أَيْديهم وَمَا خَلفهم شَيْئا إِلَّا مَا علمهمْ الله يَعْنِي الْمَلَائِكَة
﴿وَعَنَتِ الْوُجُوه﴾ نصبت الْوُجُوه فِي الدُّنْيَا بِالسُّجُود وَيُقَال خضعت الْوُجُوه وذلت الْوُجُوه يَوْم الْقِيَامَة ﴿لِلْحَيِّ﴾ الَّذِي لَا يَمُوت ﴿القيوم﴾ الْقَائِم الَّذِي لَا بَدْء لَهُ ﴿وَقَدْ خَابَ﴾ خسر ﴿مَنْ حَمَلَ ظُلْمًا﴾ شركا
﴿وَمَن يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَات﴾ من الْخيرَات فِيمَا بَينه وَبَين ربه ﴿وَهُوَ مُؤْمِنٌ﴾ مُصدق فِي إيمَانه ﴿فَلاَ يَخَافُ ظُلْمًا﴾ ذهَاب عمله كُله ﴿وَلاَ هَضْمًا﴾ وَلَا نُقْصَان عمله
﴿وَكَذَلِكَ﴾ هَكَذَا ﴿أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا﴾ أنزلنَا جِبْرِيل بِالْقُرْآنِ على مُحَمَّد ﷺ على مجْرى لُغَة الْعَرَبيَّة ﴿وَصَرَّفْنَا فِيهِ﴾ بيّنا فِي الْقُرْآن ﴿مِنَ الْوَعيد﴾ أَي من الْوَعْد والوعيد ﴿لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ﴾ لكَي يتقوا الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش ﴿أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا﴾ ثَوابًا إِن آمنُوا وَيُقَال شرفًا إِن وحدوا وَيُقَال عذَابا إِن لم يُؤمنُوا
﴿فتعالى الله الْملك الْحق﴾

1 / 266