207

L'illumination de Miqbas

تنوير المقباس من تفسير ابن عباس

Maison d'édition

دار الكتب العلمية

Lieu d'édition

لبنان

أَو تنزل مَعَ أَصْحَابك قَرِيبا ﴿مِّن دَارِهِمْ﴾ من مدينتهم مَكَّة بعسفان ﴿حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ الله﴾ فتح مَكَّة ﴿إِنَّ الله لاَ يُخْلِفُ الميعاد﴾ فتح مَكَّة وَيُقَال الْبَعْث بعد الْمَوْت
﴿وَلَقَدِ استهزئ بِرُسُلٍ مِّن قَبْلِكَ﴾ اسْتَهْزَأَ بهم قَومهمْ كَمَا اسْتَهْزَأَ بك قَوْمك قُرَيْش ﴿فَأَمْلَيْتُ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ فأمهلت للَّذين كفرُوا بعد الِاسْتِهْزَاء ﴿ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ﴾ بِالْعَذَابِ ﴿فَكَيْفَ كَانَ عِقَابِ﴾ انْظُر كَيفَ كَانَ تعييري عَلَيْهِم بِالْعَذَابِ
﴿أَفَمَنْ هُوَ قَآئِمٌ على كُلِّ نَفْسٍ﴾ يَقُول الله قَائِم على حفظ كل نفس ﴿بِمَا كسبت﴾ من الْخَيْر وَالشَّر والرزق وَالدَّفْع ﴿وَجَعَلُواْ لِلَّهِ﴾ وصفوا لله ﴿شُرَكَآءَ﴾ من الْآلهَة يعبدونها ﴿قُلْ﴾ لَهُم يَا مُحَمَّد ﴿سَمُّوهُمْ﴾ سموا منفعتهم وتدبيرهم إِن كَانَ لَهُم شركَة مَعَ الله ﴿أَمْ تُنَبِّئُونَهُ﴾ أتخبرونه ﴿بِمَا لاَ يَعْلَمُ﴾ بِمَا يعلم أَن لَيْسَ ﴿فِي الأَرْض﴾ أحد ينفع ويضر من دون الله ﴿أَم بِظَاهِرٍ مِّنَ القَوْل﴾ بل بباطل من القَوْل والزور وَالْكذب عبدوهم ﴿بَلْ زُيِّنَ لِلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ بِمُحَمد ﷺ وَالْقُرْآن ﴿مَكْرُهُمْ﴾ قَوْلهم وفعلهم ﴿وَصُدُّواْ عَنِ السَّبِيل﴾ صرفُوا عَن الدّين ﴿وَمَن يُضْلِلِ الله﴾ عَن دينه ﴿فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ﴾ من موفق
﴿لَّهُمْ عَذَابٌ فِي الْحَيَاة الدُّنْيَا﴾ بِالْقَتْلِ يَوْم بدر ﴿وَلَعَذَابُ الْآخِرَة أَشَقُّ﴾ أَشد من عَذَاب الدُّنْيَا ﴿وَمَا لَهُم مِّنَ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿من واق﴾ من مَانع وملجأ يلجئون إِلَيْهِ
﴿مَّثَلُ الْجنَّة﴾ صفة الْجنَّة ﴿الَّتِي وُعِدَ المتقون﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش ﴿تَجْرِي مِن تَحْتِهَا﴾ من تَحت شَجَرهَا ومساكنها ﴿الْأَنْهَار﴾ أَنهَار الْخمر وَالْمَاء وَالْعَسَل وَاللَّبن ﴿أُكُلُهَا دَآئِمٌ﴾ ثَمَرهَا دَائِم لَا يفنى ﴿وِظِلُّهَا﴾ دَائِم لَا خلل فِيهِ ﴿تِلْكَ﴾ الْجنَّة ﴿عُقبى﴾ مأوى ﴿الَّذين اتَّقوا﴾ الْكفْر والشرك وَالْفَوَاحِش ﴿وَّعُقْبَى﴾ مأوى ﴿الْكَافرين النَّار﴾
﴿وَالَّذين آتَيْنَاهُمُ﴾ أعطيناهم ﴿الْكتاب﴾ علم التَّوْرَاة عبد الله بن سَلام وَأَصْحَابه ﴿يَفْرَحُونَ بِمَآ أُنزِلَ إِلَيْكَ﴾ من ذكر الرَّحْمَن ﴿وَمِنَ الْأَحْزَاب﴾ يَعْنِي الْيَهُود ﴿من يُنكر بعضه﴾ بعض الْقُرْآن مَا فِيهِ ذكر الرَّحْمَن ﴿قُلْ﴾ يَا مُحَمَّد ﴿إِنَّمَآ أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ الله﴾ مخلصًا ﴿وَلَا أُشْرِكَ بِهِ﴾ شَيْئا ﴿إِلَيْهِ أَدْعُو﴾ خلقه ﴿وَإِلَيْهِ مَآبِ﴾ مرجعي فِي الْآخِرَة
﴿وَكَذَلِكَ أَنزَلْنَاهُ﴾ هَكَذَا أنزلنَا جِبْرَائِيل بِالْقُرْآنِ ﴿حُكْمًا﴾ الْقُرْآن كُله حكم الله ﴿عَرَبِيًّا﴾ على مجْرى لُغَة الْعَرَبيَّة ﴿وَلَئِنِ اتبعت أَهْوَاءَهُم﴾ دينهم وقبلتهم ﴿بَعْدَ مَا جَآءَكَ مِنَ الْعلم﴾ الْبَيَان بدين إِبْرَاهِيم وقبلته ﴿مَا لَكَ مِنَ الله﴾ من عَذَاب الله ﴿مِن وَلِيٍّ﴾ قريب ينفعك ﴿وَلاَ وَاقٍ﴾ لَا مَانع يمنعك
﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِّن قَبْلِكَ﴾ كَمَا أَرْسَلْنَاك ﴿وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا﴾ أَكثر من أَزوَاجك مثل دَاوُد وَسليمَان ﴿وَذُرِّيَّةً﴾ أَكثر من ذريتك مثل إِبْرَاهِيم وَإِسْحَاق وَيَعْقُوب نزلت هَذِه الْآيَة فِي شَأْن الْيَهُود لقَولهم لَو كَانَ مُحَمَّد نَبيا لشغلته النُّبُوَّة عَن التَّزَوُّج ﴿وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأْتِيَ بِآيَةٍ﴾ بعلامة ﴿إِلاَّ بِإِذْنِ الله﴾ بِأَمْر الله ﴿لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ﴾ لكل كتاب أجل مهلة مقدم ومؤخر
﴿يمحو الله مَا يَشَاء﴾

1 / 209