فيهم أَشْرَاف قَومهمْ من آبَائِهِم وأعمامهم وعشائرهم لتردهم إِلَيْهِم، فهم أَعلَى بهم عينا،، وَأعلم بِمَا عابوا عَلَيْهِم وعاتبوهم فِيهِ، قَالَت، وَلم يكن شَيْء أبْغض إِلَى عبد اللَّهِ بن أبي ربيعَة وَعَمْرو بن العَاصِي من أَن يسمع النَّجَاشِيّ كَلَامهم، فَقَالَت بطارقته حوله: صدقُوا أَيهَا الْملك، قَومهمْ أَعلَى بهم، وَأعلم بِمَا عابوا عَلَيْهِم، فأسلمهم إِلَيْهِمَا فليردا هما إِلَى بِلَادهمْ وقومهم. قَالَت: فَغَضب الجاشي ثمَّ قَالَ: لَا هَا اللَّهِ إِذا لَا أسلمهم إِلَيْهِمَا، وَلَا أكاد قوما جاوروني ونزلوا بلادي، واختاروني على من سواي حَتَّى أدعوهم، وأسألهم مَا يَقُول هَذَانِ فِي أَمرهم، فَإِن كَانُوا كَمَا يَقُولُونَ سلمتهم إِلَيْهِمَا، ورددتهم إِلَى قَومهمْ، وَإِن كَانُوا على غير ذَلِك منعتهم مِنْهُم؛ وَأمنت جوارهم مَا جاوروني.
قَالَت: ثمَّ أرسل إِلَى أَصْحَاب رَسُول اللَّهِ ﷺ َ - فَدَعَاهُمْ، فَلَمَّا أَن جَاءَهُم رَسُوله اجْتَمعُوا ثمَّ قَالَ بَعضهم لبَعض: مَا تَقولُونَ للرجل إِذا جئتموه؟
1 / 64