186

Illumination des ténèbres sur les mérites du Soudan et de l'Abyssinie

تنوير الغبش في فضل السودان والحبش

Chercheur

مرزوق علي إبراهيم

Maison d'édition

دار الشريف

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤١٩هـ - ١٩٩٨م

Lieu d'édition

الرياض / السعودية

إِن شَاءَ اللَّهِ [تَعَالَى] رجلا صَالحا. إِن لله ﷿ خيرة من خلقه لَا يكْشف شَأْنهمْ إِلَّا لمن أحب من عباده، وَلَا يظْهر عَلَيْهِم إِلَّا من ارتضى، ثمَّ قَالَ لي: ترى أَن تقف عَليّ قَلِيلا، فَإِنَّهُ قد بقيت عَليّ رَكْعَات من البارحة. قلت: هَذَا منزل الفضيل قريب. قَالَ: لَا، هَاهُنَا أحب إِلَيّ، أَمر اللَّهِ [﷿] لَا يُؤَخر. فَدخل من بَاب الباعة إِلَى الْمَسْجِد فَمَا زَالَ يُصَلِّي حَتَّى إِذا أَتَى عَليّ مَا أَرَادَ الْتفت إِلَيّ وَقَالَ: يَا أَبَا عبد الرَّحْمَن، هَل من حَاجَة؟ قلت: وَلم؟ قَالَ: لِأَنِّي أُرِيد الإنصراف. قلت إِلَى أَيْن؟ قَالَ: إِلَى الْآخِرَة. قلت: لَا تفعل، دَعْنِي أسر بك. فَقَالَ لي: إِنَّمَا كَانَت تطيب الْحَيَاة حَيْثُ كَانَت الْمُعَامَلَة بيني وَبَينه تَعَالَى، فَأَما إِذا اطَّلَعت عَلَيْهَا أَنْت فسيطلع عَلَيْهَا غَيْرك فَلَا حَاجَة لي فِي ذَلِك. ثمَّ خر لوجهه فَجعل يَقُول: إلهي، اقبضني السَّاعَة السَّاعَة. فدنوت مِنْهُ فَإِذا هُوَ قد مَاتَ. فوَاللَّه مَا ذكرته [قطّ] إِلَّا طَال حزني [عَلَيْهِ]، وصغرت الدُّنْيَا فِي عَيْني. (عَابِد أسود بغدادي) [١٣٠] أخبرنَا مُحَمَّد بن أبي مَنْصُور الْحَافِظ قَالَ أَنبأَنَا أَبُو الْقَاسِم عَليّ بن أَحْمد قَالَ أَنبأَنَا أَبُو عبد اللَّهِ بن بطة العكبري قَالَ: حَدثنِي أَبُو بكر مُحَمَّد بن

1 / 213