وكان ينبغي له ان يذكر عمن نقل هذا التفسير ومن ذكره إن لم يكن من قبله. وإنما يقع مثل هذا في تفاسير الأعاجم القصاص، إذ ليس لهم معرفة بالسنة والآثار، وإنما ينقل بعضهم من كتب بعض بغير علم.
والمعلوم في تفسير هذه الآية والذي جاء في الآثار أن أبا جهل - لعنه الله قال: لئن رأيت محمدا ساجدا لأطأن على رقبته. فأنزل الله تعالى: (كلا لئن لم ينته)،
إلى قوله: (فليدع ناديه، سندع الزبانية)، فقال النبي، صلى الله عليه وسلم: والله لو دنا مني لأخذته الزبانية عيانا. وقوله تعالى: (واسجد واقترب) إنما الخطاب للنبي، صلى الله عليه وسلم، لقوله تعالى: (كلا، لا تطعه واسجد واقترب).
والكلام متسق معطوف بعضه على بعض، أمر الله تعالى نبيه، عليه السلام، ألا يطيع أبا جهل، لعنه الله، وليسجد وليقترب بطاعته لله تعالى ومخالفة عدوه ويقوي ذلك قوله، صلى الله عليه وسلم: أقرب ما يكون العبد من ربه إذا سجد.
Page 343