Alerte de l'érudit sur les qualités et les défauts de la poésie d'Abou Tayeb

Bakathir Hadrami d. 975 AH
173

Alerte de l'érudit sur les qualités et les défauts de la poésie d'Abou Tayeb

تنبه الأديب على ما في شعر أبي الطيب من الحسن والمعيب

Genres

وبعد معرفة لفته وإعرابه، فللناس في فهم (معنى) هذا المطلع اختلاف كثير، واضطراب كبير؛ لعدم دلالة لفظه على المعنى المراد منه، إلا بتقدير وحذف، وتقديم وتأخير، وهو وأن كان جزل اللفظ،

عذبه، فتراه عسر فهم المعنى (صعبه)، وأحسن ما قيل في معناه ما قاله صاحب المغنى، وهو:

(وفاؤكما - يا صاحبي - بما وعدتماني به من الإسعاد بالبكاء عند ربع الأحبة، إنما يسلني إذا كان

بدمع ساجم - أي: جاهل -، كما أن الربع إنما يكون أبعث على الحزن، إذا كان دارسا) انتهى كلام

صاحب المغنى. وهذا معنى صحيح لو ساعدت ألفاظ البيت عليه من غير تكليف!!

وقيل معنى البيت: كنت أبكى الربع - وحده - فصرت أبكى وفاءكما، ولهذا ازددت بكاء.

وقوله: (أشجاه طاسمه)، أي: كلما تقدم عهده شجا وحزن، وكان كلما خفيت واضمحلت الرسوم زاد

شجوه وبكاؤه.

وقيل الأحبة، يقول معناه أنه يخاطب خليله اللذين عاهداه على أن يسعداه بالبكاء عند ربع الأحبة،

يقول لهما: وفاؤكما بإسعادي مشبه بالربع، ثم فسر، وبين وجه الشبه، فقال أشجى الربع طاسمه،

Page 173