Introduction à l'histoire de la philosophie islamique
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Genres
26
والرأي السائد عند المؤلفين الإسلاميين هو أن الفلسفة الإسلامية ليست إلا مقالات أرسطوطاليس مع بعض آراء أفلاطون والمتقدمين من فلاسفة اليونان قبل أفلاطون، وهذا ما يقوله الشهرستاني في «الملل والنحل» عند الكلام على المتأخرين من فلاسفة الإسلام: «قد سلكوا كلهم طريقة أرسطوطاليس في جميع ما ذهب إليه وانفرد به سوى كلمات يسيرة ربما رأوا فيها رأي أفلاطون والمتقدمين .»
27
وابن خلدون يقول تارة في المقدمة في: «فصل في إبطال الفلسفة وفساد منتحلها» كقول الشهرستاني: «وإمام هذه المذاهب الذي حصل مسائلها، ودون علمها، وسطر حجاجها فيما بلغنا في هذه الأحقاب، هو أرسطو المقدوني من أهل مقدونية من بلاد الروم ... ويسمونه المعلم الأول على الإطلاق، يعنون معلم صناعة المنطق؛ إذ لم تكن قبله مهذبة، وهو أول من رتب قانونها، واستوفى مسائلها، وأحسن بسطها ... ثم كان من بعده في الإسلام من أخذ بتلك المذاهب، واتبع فيها رأيه حذو النعل بالنعل إلا في القليل.»
28
ويرى تارة رأيا آخر فيقول في فصل: «العلوم العقلية وأصنافها» بعد ذكر عصر المأمون، وما كان فيه من العناية باستخراج كتب اليونانيين وترجمتها: «وعكف عليها النظار من أهل الإسلام وحذقوا فنونها، وانتهت إلى الغاية أنظارهم فيها، وخالفوا كثيرا من آراء المعلم الأول، واختصوه بالرد والقبول لوقوف الشهرة عنده، ودونوا في ذلك الدواوين، وأربوا على من تقدمهم في هذه العلوم.»
29
ومن فلاسفة الإسلام أنفسهم من لا يرى في الفلسفة الإسلامية في جملتها أفضل من هذه الآراء.
وقد نقل ماسينيون في كتابه «مجموع نصوص لم تنشر متعلقة بتاريخ التصوف في بلاد الإسلام»، جملة من كتاب لابن سبعين الفيلسوف الأندلسي المتوفى سنة 669ه/1270م، صور فيها ابن رشد والفارابي وابن سينا تصويرا يشف عن رأيه في فلسفتهم، وهم أئمة الفلسفة الإسلامية. قال في ابن رشد: «وهذا الرجل مفتون بأرسطو ومعظم له، ويكاد أن يقلده في الحس والمعقولات الأولى، ولو سمع الحكيم يقول: إن القائم قاعد في زمان واحد، لقال هو به واعتقده، وأكثر تآليفه من كلام أرسطو؛ إما يلخصها، وإما يمشي معها.»
وقال في الفارابي: «وهذا الرجل أفهم فلاسفة الإسلام وأذكرهم للعلوم القديمة، وهو الفيلسوف فيها لا غير، وهو مدرك محقق.»
Page inconnue