Introduction à l'histoire de la philosophie islamique

Mustafa Abdel Razzaq d. 1366 AH
164

Introduction à l'histoire de la philosophie islamique

تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية

Genres

وانتهى عهد الصحابة في هذا العصر، قال ابن قتيبة المتوفى سنة 276ه/889م في كتاب «المعارف»: «قال أبو محمد: قال الواقدي: آخر من مات بالكوفة من الصحابة عبد الله بن أبي أوفى في سنة ست وثمانين، وآخر من مات بالمدينة من الصحابة سهل بن سعد الساعدي سنة إحدى وتسعين، ويقال هو ابن مائة، وآخر من مات بالبصرة من الصحابة أنس بن مالك سنة إحدى وتسعين، ويقال سنة ثلاث وتسعين، وآخر من مات بالشام عبد الله بن بسر سنة ثمان وثمانين، وممن تأخر موته واثلة بن الأسقع هلك بالشام سنة خمس وثمانين وهو ابن ثمان وتسعين، وهو من بني ليث بن كنانة. أبو الطفيل، رضي الله - تعالى - عنه هو أبو الطفيل بن عامر بن وائلة، رأى النبي

صلى الله عليه وسلم ، وكان آخر من رآه موتا، ومات بعد سنة مائة.»

107

وخلف بعد الصحابة التابعون، الذين ورثوا علمهم، وكل طبقة من التابعين إنما تفقهوا على من كان عندهم من الصحابة، فكانوا لا يتعدون فتاويهم إلا اليسير مما بلغهم من غير من كان في بلادهم من الصحابة رضي الله عنهم ، كاتباع أهل المدينة في الأكثر فتاوى عبد الله بن [عمر رضي الله عنهما، واتباع أهل الكوفة في الأكثر فتاوي عبد الله بن]

108

مسعود، واتباع أهل مكة في الأكثر فتاوى عبد الله بن عباس، واتباع أهل مصر في الأكثر فتاوى عبد الله بن عمرو بن العاص.

109

وجاء في كتاب «إعلام الموقعين»: «وأكابر التابعين كانوا يفتون في الدين ويستفتيهم الناس، وأكابر الصحابة حاضرون يجوزون لهم ذلك.»

110

ولما انقرض عهد الصحابة وجاء على أثرهم التابعون، انتقل أمر الفتيا والعلم بالأحكام إلى الموالي إلا قليلا.

Page inconnue