Introduction à l'histoire de la philosophie islamique
تمهيد لتاريخ الفلسفة الإسلامية
Genres
صلى الله عليه وسلم
على عقيدة واحدة إلا من كان يبطن النفاق، ولم يظهر البحث والجدل في مسائل العقائد إلا في أيام الصحابة، حين ظهرت بدع وشبه اضطر المسلمون إلى مدافعتها.
وفي كتاب «التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية من فرق الهالكين» لأبي المظفر طاهر بن محمد الإسفراييني المتوفى سنة 471ه/1078م: «وظهر في أيام المتأخرين من الصحابة خلاف القدرية، وكانوا يخوضون في القدر والاستطاعة كمعبد الجهني، وغيلان الدمشقي، وجعد بن درهم، وكان ينكر عليهم من كان قد بقي من الصحابة.»
65
ومن ثم تفرقت الفرق، ونشأ علم الكلام حجاجا للمبتدعة الحائدين عن طريق السلف والمخالفين للدين، ونشأ على أنه ضرورة تقدر بقدرها.
أما النظر العقلي في المسائل الشرعية العملية؛ فقد نشأ في الإسلام مؤيدا من الدين، وقد ورد في الكتاب والسنة الثناء على الحكمة والحكم والتنويه بفضلهما، فمهد ذلك لانتعاش النظر العقلي في الشئون العملية، وهو نوع من التفكير كانت العرب مستعدة لنموه بينها على ما أشرنا إليه آنفا، ووجدت الحاجة إلى هذا النظر في استنباط أحكام الوقائع المتجددة التي لم يكن من الممكن أن تحيط بها النصوص الشرعية.
قال ابن عبد البر في كتاب «مختصر جامع بيان العلم وفضله»: «وقال المزني: الفقهاء من عصر رسول الله
صلى الله عليه وسلم
إلى يومنا هذا وهلم جرا، استعملوا المقاييس في الفقه في جميع الأحكام في أمر دينهم.»
وسن الرسول لولاته في الأمصار أن يجتهدوا رأيهم حين لا يجدون نصا، وجاء في القرآن نفسه بأحكام كلف بها المسلمون على أن يكون سبيلهم في طاعتها الاسترشاد بالعقل، كما في مسألة التوجه إلى القبلة للبعيد عن الكعبة، وقد فصل الشافعي، المتوفى سنة 204ه/819-820م ذلك في «رسالته» فحدث الاجتهاد في التشريع الإسلامي منذ عهد الإسلام الأول في كنف القرآن بترخيص من الرسول عليه السلام.
Page inconnue