============================================================
التمهيد فى اصول للدين * فصل فى إثبات حدوث العالم ثم ان العالم بحميع أجزائه محدث؛ إذ هو فى القسمة الأولى مقسم إلى قسمين: أعيان، وأعراض: ونعنى بالأعيان ما له قيام بذاته، وهو إما مركب وهو الجسم، ولما غير مركب وهو الجزء الذى لا يتجزأ وهو الجوهر فى عرف أهل الكلام.
ونعنى بالأعراض ما لا قيام له بذاته، ويخيث فى الجواهر والأجسام كالألوان والأكوان والطعوم والروائح(1).
ودليل ثبوت الأعراض أن الجوهر قد يكون ساكنا ثم يتحرك، وكذا على القلب(2)، ولو لم يكن الحركة والسسكون معنيين وراء ذات الجوهر بل لو كانا راجعين إلى ذاته لكان فى الأحوال أجمع ساكنا متركا لو جود ذاته الموجب لهما؛ ولما اختص كل صفة بحالة على حدة ثبتت الأعراض، ثم الأعراض كلها حادثة، غرف حدوث بعضها بالحس والمشاهدة، وحدوث أضدادها المنعدمة عند حدوثها بالدليل؛ فإنها لما قبلت العدم دل أنها كاتت حادثة، إذ المحتث هو الذى يكون وجوده (1) قوله: (ما لا قيام له بذاته)؛ لاته يفتقر فى وجوده إلى غيره، فالالوان تحتاج إلى جسم لتقوم به، والرواتح تحتاج الى شيء لتطق بد، وههذا (2) أى: على العكس قد يكون متحركا ثم يسكن.
Page 20