============================================================
التمهيد فى أصول الدين 13 الإماتة قبل أن يرتد بساعة ليختم بالإسلام والسعادة أم البقاء إلى أن ارتد؟
فإن قالوا: الإماتة(1) كان اصلح له من الإماتة على الإسلام، ظهر عنادهم ومكابرتهم، وصارت عقولهم ضحكة للعوام.
ثم يقال لهم: رايتم(2) صبيا مات فى صغره، والآخر عاش حتى بلغ وأسلم وختم له بالإسلام، والآخر بلغ وكفر وارتد بعد الإسلام؟ فلالبد من تعم (2). قيل لهم لبقى الذى علم أنه أسلم ويخلم له بالإسلام، فإن قالوا: لأنه أصلح له فإته ينال باسلمه وما أتى من الطاعات الثواب العظيم. قيل: فلم لم يبق للذى لماته صغيرا؟ فإن قالوا: بأن ذلك أصلح له لأن الله تعالى علم أنه لو بلغ لكفر واستحق الخلود فى النار، فكانت الإماتة له فى حالة الصغر أصلح له، قيل: ولع لعم يمت للذى علم أنه يرتد بعد بلوغه عن الإسلام كما أمات هذا الصغير؟ ولا انفصال لهم عن هذا البتة، وما يزعمون أنه منع الأصلح بخل فاسد؛ لأنا بينا بالدليل أن الله تعالى فعل ذلك، ولو كان بخلأ لما فعل، ولأن منع ما كان منه حكمة وهو حق المانع لا حق غيره قبله، لن يكون بخلا بل يكون عدلا. ثم الجود إنما يتحقق بالإقضال لا بقضاء الحق المستحق، وعند المعتزلة لا افضال بل كان ذلك قضاء حق واجب عليه، فلن يتصور عندهم تحقيق (1) أى: الإماتة حال للردة عن الإسلام.
(2) يعنى: هل رأيتم؟
(3) فى المفطوط (يلى)، والمثبت الصحيح إلا أن يكون السؤال مقدرأ فى معنى: (الم تروا...) فيكون الجواب: (بلى).
Page 131