94

============================================================

الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل وأما ثالثا فالنظر إلى سواد شعر الجارية الحسناء وسواد حدقتها ألذ من النظر إلى بياض شعر العجوز وبياض حدقتها، وسواد الليل يوصل العاشق إلى محبوبه وهو يكره الصباح؛ لأنه يمنعه.

فأما قولهم: إنا نرى في العالم خيرا وشرا فلا بد من خير وشرير.

فالجواب أن هذا مبني على حياة النور والظلمة وفاعليتهما وكون العالم مركبا منهما إلى غير ذلك من الركاكات، وسنأتي على بطلان ذلك وإفساده إن شاء الله تعالى.

وأما ما ذكروه رابعا من اتفاقهم على كون النور حيا قادرا واختلافهم في الظلمة.

فالجواب أما الديصانية فقد بطل مذهبهم من وجوه: أما أولا فإذا كان عندهم أن النور والظلمة قديمان، والقدم وصف ذاتي يكشف عن اشتراكهما في حقيقة الذات ويوجب تماثلهما، وعندهم أن النور نور لذاته والظلمة ظلمة لذاتها. فيجب أن يكونا نورين كلاهما أو ظلمتين لتماثلهما.

وأما ثانيا فإذا وجب تماثلهما لاشتراكهما فيما هو أصل في حقيقة الذات وهو القدم فكيف يقال بأن النور قادر لذاته والظلمة عاجزة لذاتها، ومن حق المثلين ألا يفترقا في أوصاف الذات.

وأما ثالثا فإذا قلتم بأن الظلمة ميتة فكيف يقال بأنها يصح منها الفعل وأن الشر كله من فعلها، والفعل لا يتأتى إلا من حي قادر.

Page 94