Introduction À l'Explication
Genres
============================================================
الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل وأما ثانيا فلو كانت أجرام هذه النجوم قديمة لوجب تماثلها، لأن القدم وصف ذاتي دال على تماثل ما اختص به، وهذه النجوم مختلفة الشكل والهيئة والحركة، فلو كانت قديمة لوجب كونها على حالة واحدة. فإن قالوا: إن اختلاف أشكالها وهيآتها ومقاديرها إنما هو لأمور عارضة وليس لذواتها حتى يلزم أن تكون على حالة واحدة. قلنا: تلك الأمور إن كانت لذواتها وجب كونها بصفة واحدة لتماثلها، وإن كانت لأمور عارضة فإما أن يكون ذلك الأمر العارض موجبا أو مختارا، فإن كان موجبا فلم خص البياض بالزهرة والصفرة بعطارد والحمرة بالمريخ والدرية بالمشترى، وما بالها اختلف أشكالها ومقاديرها، ونسبة تأثير هذا الموجب إليها على طريقة واحدة. وإن كان مختارا فقد ثبت الفاعل المختار، وهو المطلوب. وإذا كان هو المؤثر في أشكالها وهيآتها فهو المؤثر أيضا في وجود ذواتها؛ لأنهما في الحاجة إلى المؤثر على سواء.
وأما ثالثا فلو كانت أجرام هذه النجوم قديمة لكان لا يخلو حالها في الأزل إما أن تكون حاصلة في جهة أم لا، ومحال أن لا تكون حاصلة في جهة، لأن الحجم لا يتصور وجوده إلا في جهة، وإن كانت حاصلة في جهة فحصولها في الجهة إما أن يكون لذاتها أم لا، وباطل أن يكون لذاتها وإلا لوجب ألا تنتقل من تلك الجهة، ونحن نراها تارة في المشرق وتارة في المغرب. وإن كان لغير ذواتها فإن كان موجبا لم يختص بجهة دون جهة، ويلزم حصولها في جهات غير متناهية، وإن كان مختارا وجب آن يكون سابقا عليها؛ ليتصور تأثيره فيها؛ لأن من حق الفاعل آن يسبق على فعله، وفي ذلك بطلان قدمها.
وأما الثاني وهو بطلان كونها حية. فقد قالوا: إن أجرام هذه النجوم لما ثبت كونها مؤثرة في هذه الحوادث كلها من الكون والفساد والحرث والنسل وترتيب الأزمنة واختلاف انواع الشمار والزروع وجميع الأشياء التي بها قوام هذا العالم وجب أن تكون أنفسها أكمل النفوس، ولا كمال لها إلا بأن تكون حية، فيجب القضاء بحياتها. وهذا باطل لوجوه:
Page 81