Introduction À l'Explication
Genres
============================================================
الشهيد شرح معالم العدل والتوحيل الإله، ثم ذلك الغير إن كان جوهرا عادت المحالات، وإن لم يكن جوهرا فالاله ليس بجوهر، وهو المطلوب.
الوجه الثالث إن الجوهر هو الذي لا ينقسم، والجزء الذي ليس بمنقسم موضع قدم النملة أعظم منه بمائة ألف مرة، وكل عاقل يعلم بالضرورة أن ذلك الجزء ليس هو الموجد للسموات والأرضين والمدبر للعالم، فبطل أن يكون تعالى جوهرا.
المسألة الثانية في أنه تعالى ليس في الجهة ولا في الحيز اعلم أن مذهبنا أن الله تعالى ليس في جهة ولا حيز ولا مكان، وهو قول شيوخ المعتزلة.
واختلف مثبتو الجهة فذهب ذاهبون إلى أنه تعالى في كل جهة، وقال آخرون: هو في جهة دون جهة. ثم اختلفوا فقال قائلون: هو فوق العرش مماس للعرش. وصار صائرون إلى أنه تعالى في جهة فوق وليس شاغلا لها.
وقبل الخوض والاستدلال لا بد من تلخيص موضع الخلاف، فنقول: ما ليس بمتحيز هل يعقل حصوله في الجهة أم لا، فإن لم يعقل كانت الدلالة على نفي الجسمية كافية في نفي الجهة، والحق أنه يعقل حصول ما ليس بمتحيز في الجهة لأمرين: أما أولا فلأنا نعلم بالضرورة اختصاص الألوان بالجهات المخصوصة، مثل اللون القائم بأعلى الجدار، واللون القائم بأسفله.
وأما ثانيا فهو أن الحصول في الجهة أعم من الحصول في الجهة بالاستقلال أو بالتبعية، فإذا سلموا اختصاص الألوان بالجهات بالتبعية فقد سلموا اختصاصها بالجهات، ولا يضرنا بعد ذلك ما يقال إن الألوان تحصل في الجهات على طريق التبعية لمحالها، فإذا عرفت
Page 274