Introduction À l'Explication
Genres
============================================================
السهيد شح معالمر العدل والتوحيل سواء قدر أن الله تعالى صادق في ذلك أم لم يقدر. ومتى ثبت أنه رسول ثبت أنه صادق، فثبت أن العلم بكون الرسول صادقا لا يتوقف على العلم بكون الله تعالى صادقا.
لأنا نقول: هب أنا سلمنا أن قول الله تعالى للرسول أنت رسولي إنشاء وليس بإخبار، لكن الإنشاء إنما تأثيره في الأحكام الشرعية لا في المعاني الحقيقية، وإذا كان كذلك لم يكن في قول الله للرسول أنت رسولي ما يقتضي كونه صادقا؛ لأن كونه صادقا أمر حقيقي، والأمور الحقيقية لا تختلف باختلاف التصرفات الشرعية، فإذن لا طريق إلى معرفة كون الرسول صادقا إلا باظهاره المعجزة عليه التي هي قائمة مقام تصديقه بالقول، فلو لم يعرف كون الله تعالى صادقا إلا من قبل الرسول لزم الدور، وإنه محال.
القول في الأمور المتعلقة بالحرف والصوت وفيه فصلان: الأول في الصوت، والنظر منه في أمور خمسة: الأول في ماهية الصوت، ولا شك أن الصوت من الأمور المدركة، وقد بينا أن الأمور المدركة لا يمكن تعريفها؛ لأن كل شيء يذكر في تعريفها فهي أجلى منه. ومن المتكلمين من زعم أن الصوت عبارة عن اصطكاك(1) الأجسام الصلبة، وهذا خطأ، لأن الاصطكاك ماسة قوية، والمماسة غير الصوت. ومنهم من زعم آنه كيفية تحدث من تموج الهواء المنضغط، وهذا أيضا خطأ لأن هذا إنما هو إشارة إلى سبب حدوثه دون ماهيته، فثبت أن الصوت لا يمكن تعريفه.
الثاني في جنسه، ولا إشكال أنه من الأعراض، ونقل عن النظام أن الصوت جسم، وهذا وهم في النقل عنه، وأظن أن سبب الوهم أن النظام لما كان يذهب إلى أن الصوت لا - جاءت في الأصل: اصتكاك، والكلمة بها إبدال.
Page 261