Introduction À l'Explication
Genres
============================================================
السهيد شح معالم العدل والتورحيد الأمور الثلاثة بعون الله تعالى، فهذا هو التمهيد في تلخيص موضع الخلاف، ونشرع الآن في الفصول الثلاثة.
الفصل الأول في حقيقة الكلام وإثبات كونه تعالى متكلما به أما حقيقة الكلام فعندنا أن الكلام هو المنتظم من الحروف المسموعة المتميزة المتواضع عليها الحاصلة على التوالي من قادر واحد. قلنا المنتظم احترازا من الحرف الواحد؛ فإنه لا يكون كلاما، وأقل الكلام حرفان. وقلنا من الحروف احترازا عن انتظام الأجسام، فإنه لا يكون كلاما. وقلنا المسموعة احترازا من حروف الكتابة، فليست كلاما. وقلنا المتميزة احترازا عن أصوات كثيرة لا تتميز، فلا تعد كلاما. وقلنا المتواضع عليها احترازا عن المهملات. وقلنا على التوالي احترازا عن تخلل الأوقات بين الحروف، فإنه لا يعد كلاما، كمن ينطق بالزاي أولا من زيد ثم يقف ساعة ثم ينطق بالباء ويقف ساعة ثم ينطق بالدال، فإن هذا لا يكون كلاما، ولا يثبت له حكم الكلام. وقلنا من قادر واحد احترازا عما إذا صدر كل حرف من حروف الكلمة من قادر على حياله، فإنها لا تكون كلاما.
فهذا هو الكلام المصطلح عليه في حقيقة اللغة والسابق إلى أفهام العقلاء، والمعنى بكونه تعالى متكلما هو ايجاد هذه الحروف والأصوات في جسم، وقد بينا فيما سبق أنه لا خلاف بينناوبينهم في كونه تعالى متكلما بهذا المعنى.
وأما الأشعرية فزعموا أن لفظ الكلام موضوع بالاشتراك على المعنى القائم بالنفس، وعلى هذه الحروف المقطعة، وعندهم أن كلام الله تعالى صفة حقيقية مغايرة لهذه الحروف، وأن هذه الحروف دلالة عليها، وعندهم أن كلام الله تعالى ماهية واحدة لا يدخلها التعدد، وكونه آمرا ونهيا وخبرا واستخبارا أمور إضافية متعلقة بالكلام كالعلم بالاضافة إلى
Page 247