206

============================================================

الشهيد شح معالمر العدل والنوحيل أاما المقدمة الأولى وهي أن العلم متعلق بالمعلوم، فالذي يدل عليه أن العلم لو لم يكن متعلقا بالمعلوم لم يكن بأن يوجب كون العالم عالما بهذا المعلوم أولى من أن يوجب كونه عالما بغيره.

وأما المقدمة الثانية وهي أن العلم القديم متعلق بما تعلق به العلم الحادث على وجه واحد وطريقة واحدة، فبيانه أن المعتبر في تماثلهما أمور خمسة: وهي أن يكون التعلق واحد، والمتعلق واحد والطريقة واحدة، والوقت واحد والوجه واحد. وهذه الوجوه كلها حاصلة بالدليل أو تسليم الخصم.

أما إن التعلق واحد فهو احتراز عما إذا كان أحدهما تعلق العلوم والآخر تعلق الإرادات لم يلزم ثماثلهما. وأما إن المتعلق واحد فهو احتراز عما إذا كان أحدهما متعلقا بمعلوم والآخر بمعلوم آخرلم يتماثلا، كعلمنا بالسواد وعلم متعلق بغيره. وأما إن الوجه واحد فهو احتراز عما إذا كان أحد العلمين متعلقا بالشييء على حكم أو صفة والآخر يخالفه. فأما إن الطريقة واحدة فهو احتراز عما إذا كان أحدهما متعلقا بالجملة والآخر بالتفصيل. وأما إن الوقت واحد فهو احتراز عما إذا كان وقت المعلوم مختلفا لم يتماثلا.

وأما المقدمة الثالثة وهو أن كل علمين هذا شأنهما فهما مثلان. فبيانه من وجهين: أما أولا فلأن هذا التعلق على هذه الوجوه الخمسة أخص أثر يصدر عن العلم، فيجب ان يكون كاشفا عن حقيقته، والاشتراك في الأثر الكاشف عن الحقيقة يقتضي الاشتراك في الحقيقة، كما قررناه في المعاني القديمة، فيجب تماثل العلمين.

ال و أما ثانيا فلأنهما يتنافيان بالضيد الواحد والشيء الواحد، ولا ينفي حقيقتين مختلفتين غير ضدين، فثبت أنه تعالى لو كان عالما بعلم لكان علمه مثلا لعلمنا.

Page 206