87

Tamhid Awail

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

Chercheur

عماد الدين أحمد حيدر

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Lieu d'édition

لبنان

وكما أَقُول إِن الْعقل جَوْهَر حَال فِي النَّفس وَهُوَ مَعَ ذَلِك غير مخالط للنَّفس وَلَا مماس لَهَا وَزَعَمت الرّوم وَهِي الملكية أَن معنى اتِّحَاد الْكَلِمَة بالجسد أَن الِاثْنَيْنِ صَارا وَاحِدًا وَصَارَت الْكَثْرَة قلَّة وَصَارَت الْكَلِمَة وَمَا اتّحدت بِهِ وَاحِدًا وَكَانَ هَذَا الْوَاحِد بالاتحاد اثْنَيْنِ قبل ذَلِك هَذَا جملَة الْمَشْهُور عَنْهُم فِي معنى الِاتِّحَاد فَأَما من زعم مِنْهُم أَن معنى الِاتِّحَاد هُوَ ظُهُور الابْن فِي الْجَسَد وادراعه لَهُ على سَبِيل ظُهُور الْوَجْه فِي الْمرْآة والنقش فِي المطبوع من غير حُلُول الْوَجْه فِي الْمرْآة وانتقال النقش إِلَى الشمع فَلَا معنى لَهُ لِأَن الْوَجْه لَيْسَ يظْهر فِي الْمرْآة وَلَا صُورَة مثله وَلَا ينْتَقل إِلَيْهَا وَلَا يُوجد على صفحتها وَلَا ممازجا لَهَا وَإِنَّمَا يدْرك الْإِنْسَان وَجه نَفسه عِنْد مُقَابلَة الْأَجْسَام الصافية الصقيلة بِإِدْرَاك يحدث لَهُ بجري الْعَادة عِنْد مُقَابلَة الْأَجْسَام بانعكاس الشعاع على مَا يذهب إِلَيْهِ بعض الْمُتَكَلِّمين فيظن عِنْد إِدْرَاكه لنَفسِهِ ومقابلة الْجِسْم الصَّقِيل أَن فِي الْمرْآة صُورَة هِيَ وَجه أَو مثل وَجه وَلَيْسَ كَذَلِك وَقد بَينا هَذَا فِي غير مَوضِع بِمَا يُغني النَّاظر فِيهِ وَإِذا ثَبت أَنه لَا شَيْء يظْهر فِي الْمرْآة وَلَا يخْتَص بهَا بَطل بِنَاء الِاتِّحَاد عَلَيْهِ وَأما تشبيههم ذَلِك بِظُهُور نقش الطَّبْع فِي الشمع والطين فَإِنَّهُ بَاطِل

1 / 109