Tamhid Awail
تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل
Enquêteur
عماد الدين أحمد حيدر
Maison d'édition
مؤسسة الكتب الثقافية
Édition
الأولى
Année de publication
١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م
Lieu d'édition
لبنان
إِنِّي حَيّ قَادر منعم متفضل عَالم
وَذَلِكَ القَوْل الَّذِي هُوَ الْوَصْف هُوَ غير صِفَاته الَّتِي هِيَ من أَفعاله وَمن غير فعله
لِأَن جَمِيع صِفَات الْإِنْسَان محدثة
وَكَلَامه الَّذِي هُوَ وَصفه لنَفسِهِ بِمَا وصفهَا بِهِ مُحدث
وكل محدثين ليسَا بجملة وَلَا داخلين تَحت جملَة فهما غيران
وَقَوْلنَا وصف وَكَلَام لَيْسَ بِوَصْف وَاقع على كَلَام الْإِنْسَان وَشَيْء من صِفَاته سوى الْكَلَام
فيستحيل أَن يكون الْوَصْف غيرا لتِلْك الصّفة فَوَجَبَ أَن يكون وصف الْإِنْسَان غير سَائِر صِفَاته الَّتِي لَيست بِوَصْف
وَوَجَب تَفْصِيل ذَلِك فِي وصف الْقَدِيم سُبْحَانَهُ وَصِفَاته على مَا قُلْنَاهُ وبيناه من قبل
وَمِمَّا يجب علمه فِي هَذَا الْبَاب هُوَ أَن يعلم أَن الْوَصْف وَإِن كَانَ غير الصّفة الَّتِي هِيَ الْحَرَكَة وَالْعلم وَالْقُدْرَة فَإِنَّهُ أَيْضا صفة من حَيْثُ كَانَ كلَاما للمتكلم بِهِ ونافيا لسكوته ومحصلا لَهُ عِنْد وجوده بِخِلَاف صفة من لَا كَلَام لَهُ
فَهُوَ فِي هَذَا الْبَاب جَار مجْرى الْحَرَكَة والسواد وَالْبَيَاض من حَيْثُ غير حكم الْمَوْصُوف بِهِ وَأوجب لَهُ حكما لَا يجب إِلَّا بِوُجُودِهِ
فَهُوَ لذَلِك صفة للمتكلم بِهِ وَهُوَ أَيْضا وصف لغيره وَدلَالَة على وجود شَيْء بِهِ إِذا كَانَ قولا صدقا لَيْسَ بكذب
فيحب لذَلِك أَن يكون كل وصف صفة من حَيْثُ كَانَ قولا وكلاما ومكسبا للمتكلم الْمخبر بِهِ حكما وَإِن كَانَ مَعَ ذَلِك وَصفا لكَونه إِخْبَارًا عَمَّا يُوجد بِمَا هُوَ وصف لَهُ
وَلَا يجب أَن يكون كل صفة وَصفا لِأَن الْعلم وَالْقُدْرَة ليسَا بوصفين لشَيْء وَلَا خبرين عَن معنى من الْمعَانِي وَإِن كَانَا صفتين للْعَالم والقادر
فَكل وصف صفة وَلَيْسَ كل صفة وَصفا
وَهَذَا جملَة القَوْل فِي الْإِخْبَار عَن حَقِيقَة الْوَصْف وَالصّفة
1 / 247