109

Tamhid Awail

تمهيد الأوائل وتلخيص الدلائل

Chercheur

عماد الدين أحمد حيدر

Maison d'édition

مؤسسة الكتب الثقافية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٤٠٧هـ - ١٩٨٧م

Lieu d'édition

لبنان

موضوعكم أَلا يكون الْقَدِيم سُبْحَانَهُ شَيْئا وَلَا فَاعِلا وَلَا عَالما حَيا قَادِرًا لِأَن ذَلِك يُوجب أَن يكون من جنس الْأَشْيَاء المعقولة لِأَن الشَّيْء فِي الشَّاهِد والوجود لَا يَنْفَكّ من أَن يكون جسما أَو جوهرا أَو عرضا والحي الْعَالم الْقَادِر لَا يكون إِلَّا جسما وجواهر مجتمعة وَالْفَاعِل منا لَا يفعل إِلَّا فِي نَفسه أَو فِي غَيره بِسَبَب يحدثه فِي نَفسه فَإِن لم يجب هَذَا أجمع سقط مَا تعلقتم بِهِ قَول آخر لَهُم وَاسْتَدَلُّوا أَيْضا على منع إرْسَال الرُّسُل بِأَن قَالُوا لم نجد وَجها من قبله يَصح تلقي الرسَالَة عَن الْخَالِق جلّ ذكره وَذَلِكَ أَنه لَيْسَ مِمَّن يدْرك بالأبصار ويشاهد بالحواس فيتولى مُخَاطبَة الرَّسُول بِنَفسِهِ من حَيْثُ يرَاهُ ويعلمه مُخَاطبا لَهُ حسب الرائيين أَحدهمَا للْآخر وَإِنَّمَا يَدعِي الرَّسُول الْعلم بالرسالة من جِهَة صَوت يسمعهُ أَو كتاب يَقع ١٥ إِلَيْهِ أَو سَماع شخص ماثل بَين يذكر أَنه بعض مَلَائِكَة ربه قَالُوا وَذَلِكَ كَالَّذي ادَّعَاهُ مُوسَى بن عمرَان من أَن الله تَعَالَى كَلمه وَتَوَلَّى خطابه بِلَا وَاسِطَة وَلَا ترجمان قَالُوا وَلم يدع مَعَ ذَلِك رُؤْيَة ربه سُبْحَانَهُ وَإِنَّمَا أخبر عَن صَوت سَمعه فِيمَا يدريه لَعَلَّ صَاحب ذَلِك الصَّوْت ومكلمه

1 / 131