============================================================
الفن الثابي علم البيان الحقيقة والمجاز وقد يقيدان باللغويين، الحقيقة: الكلمة المستعملة فيما وضعت له في اصطلاح التخاطب1، والوضع: اتعيين اللفظ للدلالة على معنى بنفسه، فخرج المجاز؛ لأن دلالته بقرينة دون المشترك، والقول بدلالة اللفظ لذاته ظاهره فاسد، وقد تأوله السكاكي: والمجاز مفرد ومركب، أما المفرد فهو الكلمة المستعملة في غير ما وضعت له في اصطلاح التخاطب على وجه يصح مع قرينة عدم إرادته، فلا بد من العلاقة ليخرج الغلط والكناية، وكل منهما لغوي وشرعي، وعرفي خاص أو عام، كأسد للسبع والرجل الشحاع،.0000.
الحقيقة والمجاز: هذا هو المقصد الثاني من مقاصد علم البيان، والمقصود الأصلى بالنظر إلى علم البيان هو المحاز؛ إذ به يتأتى اختلاف الطرق في الوضوح والخفاء دون الحقيقة، إلا أها لما كانت كالأصل للمحاز؛ إذ الاستعمال في غير ما وضع له فرع الاستعمال فيما وضع له، جرت العادة بالبحث عن الحقيقة أولا. ولد يقيدان إلخ: ليتميز عن الحقيقة والمحاز العقليين اللذين هما في الإسناد، والأكثر ترك هذا التقيد؛ لثلا يتوهم أنه مقابل للشرعي والعرفي.
الحقيقة: الحقيقة في الأصل فعيل بمعنى فاعل، من حق الشيء إذا ثبت، أو بمعنى مفعول من حققته إذا أثبته، ثم نقل إلى الكلمة الثابتة أو المثيتة في مكافا الأصلي، والتاء فيها للنقل من الوصفية إلى الاسمية، وفي الاصطلاح كما ذكره المصنف ط والقول: يعني ذهب بعضهم إلى أن دلالة الألفاظ على معانيها لا تحتاج إلى الوضع، بل بين اللقظ والمعنى مناسبة طبعية تقتضي دلالة كل لفظ على معناه لذاته، فذهب المحققون إلى أن هذا القول فاسد ما دام محمولا على ما يفهم منه ظاهرا، ودلائل الفساد مذكورة في الشرح للا بد من العلاقة: ليتحقق الاستعمال على وجه صحيح. ليخرج الغلط: أي من تعريف المجاز، كقولنا: حذ هذا الفرس مشيرا إلى الكتاب، لأن هذا الاستعمال ليس على وجه يصح، وإنما قيد بقوله: مع قرينة عدم إرادته1؛ ليخرج الكناية؛ لأها مستعملة في غير ما وضعت له مع جواز إرادة ما وضعت له. لغوي وشرعي: لأن واضعهما إن كان واضع اللغة فلغوية، وإن كان العرف الخاص فعرفي خاص، وإلا فعام، والعرف الخاص: هو ما يعلم ناقله بالتعيين، وقس عليه حال الججاز. كأسد: أى كلفظ أسد إذا استعمله المخاطب بعرف اللغة للسبع والرجل الشحاع؛ فإنه حقيقة لغوية في السبع، بحاز لغوى في الرجل الشجاع
Page 99