============================================================
علم البيان الفن الثابي آن معناه كجزء معناها.
ثم منه ما ييبتني على التشبيه فتعين التعرض له فانحصر في الثلاثة. التشبيه الدلالة على مشاركة أمر لأمر في معنى، والمراد ههنا مالم يكن على وجه الاستعارة التحقيقية، والاستعارة بالكناية، والتجريد، فدخل فيه نحو قولنا: ازيد أسد1، وقوله تعالى: {صم بكم عمي (البقرة:18) والنظر ههنا في أركانه - وهي: طرفاه ووجهه وأداته - وفي الغرض منه، وفي أقسامه. طرفاه إما حسيان كالخد والورد والصوت الضعيف والهمس والنكهة والعبر والريق والخمر والجلد الناعم والحرير. أو عقليان كالعلم والحياة،.00000 لأن معناه إلخ: لأن في المجاز إرادة اللازم فقط وفي الكناية يجوز مع إرادة اللازم إرادة غيره أي الملزوم، فيكون معنى المجاز كحزء معى الكناية. والمراد ههنا: أي من التشبيه المصطلح في علم البيان. وجه الاستعارة: نحو: رأيت أسدا في الحمام. والاستعارة نحو: أنشبت المنية أظفارها والتجريد: فإن في هذه الثلاثة دلالة على مشاركة أمر لأمر في معنى مع أن شيئا منها لا يسمى تشبيها اصطلاحيا، بخلاف الاستعارة التخييلية، كاثبات الأظفار للمنية؛ لأها ليس فيها شيء من الدلالة على مشاركة أمر لأمر على رأي المصنف علل؛ إذ المراد بالأظقار معناه الحقيقى، فلا حاحة إلى اخراجها عن التشبيه؛ لأفا خارجة من قبل: صم بكم: صم بحذف الأداة والمشبه جميعا آي هم كصم، فإن المحققين على آنه تشبيه بليغ لا استعارة؛ لأن الاستعارة إنما تطلق حيث يطوى ذكر المستعار له بالكلية، ويجعل الكلام خلوا عنه صالحا لأن يراد به المنقول عنه والمنقول إليه لو لا دلالة الحال أو فحوى الكلام. وهي طرفاه: نحو: زيد كالأسد في الشحاعة، ف "زيد" مشبه، و"الأسد مشبه به، والكاف أداة التشبيه، والشجاعة وجه الشبه. وفي الغرض: كبيان حال المشبه كما تقول: لون عمامتك كلون هذه، أو بيان مقدار حاله كما تقول: هو في سواده كخك الغراب ونحوهما.
وفي أقسامه: كشبيه مفرد مفرد ومركب بمر كب كالخد: وفي اكثر ذلك تسامح، لأن المدرك بالبصر مثلا إنما هو لون الخد والورد وبالشم رائحة العنير، وبالنوق طعم الريق والخمر، وباللمس ملامسة الجلد الناعم والحرير ولينهما، لا نفس هذه الأجسام، لكن اشتهر في العرف أن يقال: أيصرت الورد، وشممت العنى، وذقت الخمر، ولمست الحرير والهمس: وهو الصوت الذي هو آخفى، كأنه لا يخرج عن فضاء الفم. كالعلم والحياة: فإن وحه الشبه بينهما كوفها حهي إدراك، والمراد ههنا بالعلم الملكة التى تقتدر ها على الإدراكات الجزئية، لا نفس الإدراك وإلا يلزم اتحاد الجهة وما هي جهة له، ولا يخفى أفا جهة وطريق إلى الادراك كالحياة.
Page 83