============================================================
الفن الثالث علم البديع وقيل: تقديره: أو يموت مني كريم. وفيه نظر. ومنها: نحو قوله: يا خير من يركب المطي ولا يشرب كاسا بكف من بخلا ومنها مخاطبة الإنسان تفسه كقوله: لا خيل عندك قديها ولا مال فليسعد النطق إن لم يسعد الحال ومنه المبالغة المقبولة، والمبالغة: أن يدعى لوصف بلوغه في الشدة أو الضعف حدا مستحيلا أو مستبعدا؛ لئلا يظن آنه غير متناه فيه. وتنحصر في التبليغ والإغراق والغلو؛ لأن المدعى إن كان ممكنا عقلا وعادة فتبليغ، كقوله: فعادى عداء بين ثور ونعحة دراكا فلم ينضح ماء فيغسل وإن كان ممكنا عقلا لا عادة فإغراق، كقوله: يت مالا ونكرم جارنا ما دام فينا وشبعه الكرامة وهما مقبولان، وإلا فغلو، كقوله: وأحفت أهل الشرك حتى إنه لتخافك النطف التي لم تخلق ولا يشرب إلخ: أى يشرب الكأس بكف الجواد، انتزع منه حوادا يشرب هو بكف على طريق الكناية؛ لأنه إذا نفي منه الشرب بكف البخيل فقد أثبت له الشرب بكف الكرمم، ومعلوم أنه يشرب بكفه فهو ذلك الكرع.
لا خيل: انتزع من نفسه شخصا آخر مثله في فقد الخيل والمال وخاطبه. قلم ينضح: آي لم يعرق فلم يغسل، اوعى أن فرسه آدرك ثورا ونعحة في مضمار واحد ولم يعرق، وهذا ممكن عقلا وعادة.
ونتبعه الكرامة : ادعى الشاعر أن جاره لا يميل عنه إلى حهة إلا وهو يرسل الكرامة أي العطاء علنى أثره حيث مال وسار، وهذا ممكن عقلا وممتنع عادة، بل في زماننا يكاد يلحق بالممتنع. وإلا: أي وإن لم يكن ممكنا لا عقلا ولا عادة؛ لامتناع أن يكون ممكنا عادة ممتنعا عقلا؛ إذ كل ممكن عادة ممكن عقلا ولا ينعكس، فغلو.
لتخافك النطف: فإن مخافة النطف الغير المحلوقة غير ممكنة عقلا وعادة.
Page 124