Résumé du livre de l'appel à l'aide
تلخيص كتاب الاستغاثة
Genres
وفي كلام أبي حامد في المضنون به على غير أهله و نحوه ما مشى فيه على منهاج ابن سينا ولهذا اشتد نكير العلماء على أبي حامد لما في كلامه من أصول الفلاسفة الملحدين وهم بنوا الشفاعة على أصلهم الفاسد وهو أن الله عندهم لا يحدث شيئا بمشيئته و اختياره بل لا سبب للحوادث إلا حركة الفلك فلهذا لم يثبتوا لله تعالى إجابة سائل ولا إحداث أمر وقد بسط الكلام على مذاهب هؤلاء في غير هذا الموضع وأصولهم لا أفسد منها فإن الله أمر العباد أن يعبدوه لا يشركوا به شيئا وأن يدعوه فهو سبحانه وحده يثيبهم إذا أطاعوه و يجيبهم إذا دعوه
وقد بينا في غير هذا الموضع أنه لو كان شيء من العالم قديما للزم أن تكون له علة تامة فإن العلة التامة القديمة لا يتأخر عنها شيء من معلولها فلا يصدر عن العلة التامة حادث والعالم لا ينفك عن حادث فيمتنع صدور ما يستلزم الحوادث عن علة تامة أزلية فيمتنع أن يكون قديما
و أيضا فكل ما سوى الله ممكن يقبل الوجود والعدم وكل ما يقبل الوجود والعدم لا يكون إلا حادثا فأما ما كان قديما أزليا واجب الوجود ممتنع العدم دائما فيمتنع أن يكون ممكنا يقبل الوجود والعدم سواء قيل هو واجب الوجوب بنفسه أو بغيره
وأما كون النبي صلى الله عليه وسلم يشعر بالسلام عليه فهذا حق وهو يقتضي أن حاله بعد موته أكمل من حاله قبل مولده وهذا لا ريب فيه و أما قول القائل قد توسل به الأنبياء قبلنا فيقال
Page 158