49

Talekh Al-Azhia fi Ahkam Al-Ad'ia

تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية

Chercheur

عبد الرؤوف بن محمد بن أحمد الكمالي

Maison d'édition

دار البشائر الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1426 AH

Lieu d'édition

بيروت

يقول: ﴿وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ﴾(١)؟!

وأدعيةُ الأنبياء المحكِيَّةُ في القرآنِ، المعروفةُ بالإِجابة، كثيرة، كقوله تعالى لنبيه: ﴿وَقُل رَّبِّ زِدْنِى عِلْمًا﴾(٢)، ﴿رَبِّ أَدْخِلْنِى مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِى مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّى مِن لَّدُنكَ سُلْطَانًا نَّصِيرًا﴾(٣)، ﴿وَقُل رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ﴾(٤).

ثالثَ عشرَها: اجتناب السجع واجتناب ازدواج الألفاظ؛ تبعاً للسلف فإنهم يكرهون ذلك(٥).

والمعنى فيه: أن مقامَ الدعاء مقامُ تذلل وخضوع وخشوع، والسجع تكلفٌ وتصنع، وذلك ينافيها.

وأمَّا ما وقع في الحديث، من نحو قوله: ((تائبون آيبون، لربّنا حامدون))(٦)، وقوله: «اللَّهمَّ إني أعوذ بك من قلب لا يخشع، ومن دعاء

(١) سورة الكهف: الآية ٣٩.

(٢) سورة طه: الآية ١١٤.

(٣) سورة الإسراء: الآية ٨٠.

(٤) سورة المؤمنون: الآية ٩٧.

(٥) أخرج البخاري (١٣٨/١١) عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ((حدِّث الناسَ كل جمعة مرةً، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرات)) الأثر، وفيه: ((فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه؛ فإني عهدت رسول الله ﷺ وأصحابه لا يفعلون إلاَّ ذلك الاجتناب)).

قال الحافظ العسقلاني: ((قال الغزالي: المكروه من السجع هو المتكلّف؛ لأنه لا يلائم الضراعة والذلة، وإلاّ ففي الأدعية المأثورة كلمات متوازنة لكنها غير متكلفة)) اهـ. ((فتح الباري)) (١٣٩/١١).

(٦) أخرجه مسلم (٩٧٨/٢) - وغيره - من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

49