32

Talekh Al-Azhia fi Ahkam Al-Ad'ia

تلخيص الأزهية في أحكام الأدعية

Chercheur

عبد الرؤوف بن محمد بن أحمد الكمالي

Maison d'édition

دار البشائر الإسلامية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

1426 AH

Lieu d'édition

بيروت

أي عقوبةً لكم لا كرامةً.

ثالثها: أن لا يكون فيما سأله غَرَضٌ فاسدٌ، كسؤال مالٍ أو جاهٍ أو ولدٍ أو عافية للتفاخر والتكاثر والاستعانة على قضاء الشهوات(١).

رابعها: أن لا يكون السؤال على وجه الاختبار لله تعالى؛ إذ ليس له أن يختبر ربه.

خامسُها: أن لا يشغله الدعاءُ عن فريضة يخاف فوتَها.

سادسها: أن الحاجة إذا عَظُمَتْ لا يسألُها اللَّهَ تعالى سؤال مستعظِم لها في ذاته تعالى، بل يسأله الصغيرة والكبيرة سؤالاً واحداً؛ لخبر ابن حبان(٢) في صحيحه: ((إذا دعا أحدُكم فَلْيُعْظِم الرغبة؛ فإنه لا يتعاظم على الله [شيء]))(٣).

سابعها: حُسن الظن بالله عند الدعاء، وكونُ الإِجابة أغلبَ على قلبه مِن الرَّدِّ؛ إذ الباعثُ على الدعاء صدقُ الرجاء.

روى الترمذي(٤): ((ادعوا الله وأنتم موقنون بالإِجابة)).

(١) ويفرق هذا عن سابقه: أن المسؤول هنا ليس بمحرَّم في أصله، ولكن النية التي اقترنت به جعلته حراماً؛ بخلاف الأول فهو محرم لذاته كشرب الخمر.

(٢) ((صحيح ابن حبان)) (٨٩٦) - ((الإِحسان)) - من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، والحديث قد أخرجه مسلم في (صحيحه)) (٢٠٦٣/٤) بلفظ: ((إذا دعا أحدكم فلا يقل: اللَّهمَّ اغفر لي إن شئت، ولكنْ لِيَعْزمِ المسألة، وليعظم الرغبة؛ فإن الله لا يتعاظمه شيءٌ أعطاه)). وفي رواية: ((فإن الله صانعٌ ما شاء لا مُكرِه له)).

(٣) ما بين المعقوفين من ابن حبان.

(٤) ((سنن الترمذي)) (٣٤٧٩)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وأشار الترمذي بعد إخراجه إلى ضعفه فقال (٤٨٣/٥): ((حديث غريب لا نعرفه إلاَّ من هذا الوجه ... )) اهـ، وضعَّفه النووي - رحمه الله - في ((الأذكار)) (ص ٤٩٢).

32