La composition pure sur les vertus du roi éminent, le Constant dans la défense de la vérité, Abû Sa'îd Jaqmâq
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
Genres
117ظ
على العادة • فزاد السلطان الخليفة جزية الصابوني على ما بيده • وكتبت فيه البشائر إلى البلاد الشامية • وسائر أعمال مصر • بسلطنة الملك العزيز • وفي يوم الإثنين خامس عشره جلس السلطان بالحوض في القلعة وعنده الأمراء والمباشرون • وابتدى في تفرقة النفقة على المماليك لكل واحد مائة دينار وفيه توجه اينال الأحمدي المعروف بالفقيه بالعشارة إلى البلاد الشامية وعلى يده مع الكتب للنواب كتب الأمراء المجردين وفي سادس عشره تكملت النفقة على من بقي وفيه قدم مراد بك رسول الأمير حمزة بكري قرا يلوك صاحب ماردين وامتد وصحبته شمس الدين القطماوي ومعهما هدية • وكتاب يتضمن دخوله في طاعة السلطان • وإنه أقام الخطبة وضرب السكة في ماردين وما هو تحت ولايته باسم السلطان الملك الأشرف • وجهز الدنانير والدراهم المضروبة بالسكة السلطانية • وعلى يد شمس الدين القطماوي كتب الأمر المجردين بذلك وسبب ذلك أن الأمراء لما قدموا حلب كاتبوا حمزة المذكور واستمالوه إلى طاعة السلطان وإنه يقدم عليهم ليرى ما يسره فأجاب بالطاعة وأقام الخطبة وضرب السكة وجهز هديته • وما ضربه من المال • ولم يقدم فرضوا بذلك منه • ولم يتفق وصول ذلك إلى بعد موت السلطان فأكرم الرسل وأعيد الجواب مع تشويف وخلعة للأمير حمزة المذكور • وفيه خلع على الأمير طوخ مازي بنيابة غزة وكانت شاغرة فقد مات نائبها ثم يوم السبت عشريه وقع بين حكم الخاصكي خال السلطان • وبين الأمير اينال الشاد • مفاوضة آلت إلى شر • وسبب ذلك أن التحدث والكلام في أمور المملكة صار من ثلاثة أنفس الأمير الكبير جقمق نظام الملك • والقاضي زين الدين عبد الباسط • والأمير اينال المذكور • وأما السلطان فإنه
118و
صغير لا يتكلم بشيء • فأنكر حكم على اينال أمره ونهيه • فيما يتعلق بأمور الدولة • وكونه أقام بالقلعة • وصار يبيت بها • فغضب منه اينال ونزل إلى داره • وكان هذا ابتداء وقوع الخلف الذي آل إلى ما سيأتي ذكره • وفيه تجمع كثير من المماليك تحت القلعة • وأرادوا أن يفتكوا بالقاضي زين الدين عبد الباسط فلما نزل من القلعة أحاطوا به • وجرت منهم مقاولات بينهم وبينه أغلظوا فيها عليه • ولم يقدروا على غير ذلك • فلم يصل إليه منهم مكروه • وخلص منهم إلى بيته • وفي هذا الشهر الذي قبله فشات بالإسكندرية • ودمياط • وفوه • ودمنهور • وما حول تلك الأعمال فمات بها عالم كبير • وتجاوزت عدة من يموت بإسكندرية كل يوم مائة إنسان • في يوم السبت سابع عشرية ابتداء بالنداء على النيل فزاد خمسة أصابع • وجاءت القاعدة خمس أذرع • وثلاثا وعشرين إصبعا • واستمرت الزيادة كل يوم ولله الحمد • وفيه أنعم بإقطاع السلطان على الأمير نظام الملك جقمق بعد ما سئل السلطان في ذلك فأبى ثم غلب عليه حتى أخرجه له • وأنعم بإقطاع الأمير جقمق على الأمير تمراز القرمشي رأس نوبة أحد المجردين • وأنعم بإقطاع الأمير تمراز على الأمير تمرا باي الدوادار • وانعم بإقطاع الأمير تمر باي على الأمير علي باي • وانعم بإقطاع طوخ بازي نائب غزة على بخشي باي أمير أخور ثاني • وأنعم بإقطاع الأمير بخشي باي علي يولخجا الساقي رأس نوبة • وأنعم بإقطاع يول خواجة وإمرته وهي امرة عشره علي قاني باي الجركسي • وخلع على الأمير اينال واستقر دوادار عوضا عن الأمير تمر باي •
118ظ
ويوم الأحد ثامن عشريه خلع على علي باي واستقر شاد الشراسخانة عوضا عن الأمير اينال الوادار • وفي يوم الإثنين تاسع عشريه خلع على سيف الدين تمر داش أحد المماليك الأشرفية واستقر في ولاية القاهرة عوضا عن بكري بردي التاجر • • ذكر ما أولاه المماليك • وفيه تجمع كثير من المماليك تحت القلعة وأحاطوا بالأمير الكبير نظام الملك جقمق عند نزوله من القلعة من الخدمة السلطانية إلى جهة بيته ليوقعوا به فتخلص منهم من غير سوء هذا والقاضي زين الدين عبد الباسط في عناء شديد من جهة المماليك • ذكر أخبار العسكر المجردون إلى صوب أزريكان وقدم الخبر بان العسكر المجرد لما قصد مدينة اقشهر تلقاهم السلطان أحمد ابن قلج أرسلان صاحب تلي حصار وقد رغب في الطاعة السلطانية وسار معهم حتى نزلوا مدينة اقشهر في أول ذي الحجة فهرب متملكها حسن الايناقي في ليلة الثلاثاء ثانيه إلى قلعة برداش فملك العسكر المدينة وقلعتها وقبضوا على عدة من أعيانها • وبعثوا سلطان أحمد بن قلج أرسلان مع عسكر فملك قلعتي فارس وتمشلي فأقروه على نيابة السلطنة وصاروا لمحاصرة حسن بقلعة برداش ففر منها إلى قلعة برطلش فنزل بها الأمير قرقماس أمير سلاح وحاصرها وأخذها في ثامن عشره بعد محاصرتها بضعة عشر يوما ثم هدمها حتى سوى بها الأرض وقد فر منها حسن الأنباقي ثم سار الأمير قرقماز بمن معه من بقية العساكر يريدون ازريكان فقدم عليهم أمير زاده بن يعقوب بن قرا يلوك رسولا من أبيه يعقوب صاحب ازريكان وكاخ وقد خرج من ازريكان ونزل كاخ وقدم
119و
مع ام زاده زوجة أبيه • وعدة من القضاة وأعيان ازريكان • يسألون العفو عن الأمير يعقوب • وإعفائه من قدومه إليهم • وأن يجهز لنيابة السلطنة بازريكان الأمير جهانكير • بن ناصر الدين • علي بيك • بن قرا يلوك • فأجيبوا إلى ذلك كله • وخلع على الأمر أمير زادة ودفع إليه خلعة لأبيه الأمير يعقوب • وفرس بقماش ذهب وأعيد وصحبته الأمير جهانكير • وقد خلع عليه بنيابة ارزيكان • وساروا وقد جهز إلى ارزيكان بالأمير سودون النوروزي دوادار السلطان بحلب ومعه نائب دوركي • ونائب بهنسا فتسلموا ارزيكان بلا مانع وأقاموا بها • ثم توجه القاضي معين الدين عبد اللطيف بن القاضي شرف الدين ابي بكر بن الأشقر كاتب السر بحلب فحلف أهل ارزيكان بالإقامة على طاعة السلطان • ثم سارت العساكر من أقشهر في ثاني عشره فنزلت على ارزيكان وعسكروا هناك فخرج إليهم أهلها وباعوا واشتروا عليهم ما أرادوا منهم • وفتحت أبواب المدينة والعساكر • يدخلون ويخرجون للمعاملة من غير ضرر ولا نهب واستمروا على ذلك إلى آخر الشهر • ذكر بعض أخبار المغرب • وقدم الخبر بان الملك البرتقال صاحب مدينة شلب من الأندلس سار يريد مدينة طبخة فنزل على سبتة في المحرم ومضى فيها وهي بيده في البر والبحر ومعه فيما يقال ثمانية عشر ألف رام وستة آلاف فارس حتى نزل على طبخة فحاصرها مدة شهر إلى أن اتته جموع المسلمين من فاس • ومكناسه • وأصيلا • في شهر ربيع الآخر فكانت بينهم وبين البرتقال من النصارى حروب عظيمة نصر الله تعالى فيها جيوش المسلمين وقتل فيها نحو من الثلاثين من النصارى والتجأ باقيهم إلى محلتهم فضايقهم المسلمون فطلبوا الأمان على أن يسلموا المسلمين مدينة مسبته ويفرجوا عن سبعمائة أسير • ويدفعوا ما بأيديهم من آلات الحرب للمسلمين فآمنوهم وبعثوا
119ظ
رهائن على ذلك فصار المسلمون يأخذون النصارى ويوصلونهم إلى اسطولهم بالبحر فحسد أحمد اللحياني القائم بتدبير مكناسه الأزرق • وهو أبو زكريا يحيى بن زيان ابن عمر الوطاسيعي • القائم بتدبير مدينة فاس • وقتل عدة من النصارى ورحل فحنق النصارى من ذلك وحطموا على المسلمين حطمة قتل فيها جماعة وخلصوا إلى • اسطولهم • وبقي بن ملكهم في يد المسلمين • فلما وصلوا إلى بلادهم لم يرض أكابرهم بتسليم سبته للمسلمين • وبعثوا فداء بن الملك بمال • فلم يقع بينهم وبين المسلمين اتفاق فقبض المسلمون على الرسول وحبسوه مع بن ملك النصارى المرتهن عند صالح ابن حمو بطبخة • فيقول المكثر أن الذي قتل من النصارى في هذه الوقعة خمسة وعشرون ألفا وغنم المسلمون منهم أموالا كثيرة ولله الحمد • • ذكر من مات بالطاعون • مات بالطاعون في هذه السنة خلق كثير لا يعلمهم إلا الله تعالى في بلاد الشام ومصر وحلب • وما بين ذلك • ومن أهل الأرض طرأ • وكان قد وصل الطاعون إلى هذه البلاد • من بلاد الشرق • والحطا • وما وراء النهر إلى الدست • وإلى بروسا وسائر بلاد الروم • ثم وصل إلى الشام • ووصل إليها من حلب • ثم تنقل إلى مصر والقاهرة • ثم إلى اسكندرية • والصعيد • وما سوى ذلك من البلاد • فممن له شهرة بالقاهرة سعد الدين بن كريم الدين عبد الكريم بن سعد الدين بركة المعروف بابن كاتب حكم ناظر الخاص بن ناظر الخاص يوم الخميس سابع عشر شهر ربيع الأول منها عن نحو ثلاثين سنة • وكان من المترفين المنهمكين في اللذات المنغمسين في الشهوات • وصلى عليه السلطان الملك الأشرف ودفن بالقرافة وفي يوم الخميس ثامن عشر بل تاسع عشر الحجة الحرام فيه توفى أخوة المقر الجمالي ناظر الجيوش المنصورة والخواص الشريفة وما مع ذلك • وكان رحمه الله في زمانه
Page inconnue