La composition pure sur les vertus du roi éminent, le Constant dans la défense de la vérité, Abû Sa'îd Jaqmâq
التأليف الطاهر في شيم الملك الظاهر القائم بنصرة الحقق أبي سعيد جقمق
Genres
99ظ
لا يعلمها إلا الله تعالى من مصادرة • وطروحات • ووقوف حال وعصيان • وغير ذلك وانقطعت اسبابهم • من أنهم في مواسم الحج • وزمان معائشهم • ورواج ما أعدوه من السنة إلى السنة • ولك الله تعالى له تصريف في عباده • وانقطعت أخبار مصر عن الشام • وأخبار الشام عن امصر • بواسطة انبثاث المفسدين • وانتشار العشرات من العرب والفلاحين وشرعت الناس يتفوهون بأشياء وأخبار ما انزل الله بها من سلطان كما هو دأبهم وديدنهم كل هذا ونائب القلعة السيفي فارس مجهد في تحصين القلعة وأحكامها بالعدد والعدد • والقيام بحفظها • والتيقظ ليلا ونهارا • منتظر لمن يكون الدولة وعلى من تكون الدائرة • وعلى كل حال فإنه لم يغفل عن نفسه • واستمر ذلك إلى أواخر شهر رمضان • والناس في حصر وشدة • ذكر ما وردت القاهرة من الأخبار والطالعات • ثم في يوم الأربعاء ثاني شوال قدم من القاهرة شخص يدعى زين الدين عمر الكردي ومعه مطالعات إلى نائب القلعة وإلى حاجب الحجاب والأمراء تتضمن بسبهم والتشنيع عليهم • وأنواع التقريع والتوبيخ • لكنهم لم يقوموا على اينال يدا واحدة ولا منعوه ولا رعوه • فإن الأمور بحمد الله تعالى مستقيمة • وعن قريب تصل العساكر المنصورة • وإنه كان الواجب عليهم أن يحوجوا إلى خروج عساكر من القاهرة • فإن اينال وحده وهم الجم الغفير يعجزون عنه • وكيف لم يرم عليه نائب القلعة فساعة وقوفهم على المرسوم الشريف يثبون عليه ويكونون يدا واحدة • ولا يخورون ولا يجبنون عنه • ولا يضعفون ولا يستكنون • وإن نائب القلعة يرمي عليه ولا يتوانى عنه • ويعمل في ذلك جهده ما استطاع • ويحتفظ بالقلعة كما ينبغي • فإن هؤلاء بغاة يجب على كل أحد قتالهم • والوثوب عليهم • فأصل زين الدين المذكور المطالعات إلى أربابها
100و
وإلى نائب القلعة • وكان قد أتى في هيبة منكرة • وحلية مغيرة • وكان أعقبه شخص يدعى فارس مملوك السيد علاء الدين نقيب الأشراف كان قد توجه إلى القاهرة ورجع ومعه مطالعات إلى سائر النواب والأمراء فغير حليته ودخل في صورة مزين يهودي حتى وصل إلى صفد وغيرها وقضى أربه كما أراد • ذكر وثوب الأمراء على اينال ورمي نائب القلعة وخروجه • من البلد • فأرسل نائب القلعة إليه يقول له اخرج من دار السعادة وإلا رميت عليك فإني جاءني مرسوم بذلك ولا يمكن مخالفته • ولا التهاون في امتثاله • فانتقل إلى القصر الأبلق • وليلة الخميس ثالث شوال نودي من أعلى القلعة أنه من كان مع الملك الظاهر فإنه يحضر لقتال اينال الحكمي فإنه باغي عاصي فحضر الامراء يوم الخميس وهم برسباي الحاجب الكبير • وقانباي بهلوان • واتابك العساكر الشامية • واينال الجشماني • والطبغا الشريفي • ومغلباي الجقمقي • وتمراز المويدي • وغيرهم من أمراء الشام • والطبلخانات • والعشراوات • بخواص اربعمائة نفس • ووقعوا مستعدين كاملي العدة • والسلاح عند سوق الخيل • على أنهم يقاتلوا اينال • ويقابلوه فركب اينال من الميدان • ومعه قاني صو • وولده محمد • ومسروق • ونتم • وجماعتهم وهم شرذمة قليلة نحو من أربعين نفسا • فوقفوا عند مدرسة بكري برميش • ثم أن محمد بن قاني صو اشرع رمحه نحوهم وحده • وتبعه أمير سلاح اينال وتبعهما نحو من ستة أنفار لا غير فولت الأمراء الدبر هاربين بين نحو باب الفرج من غير ضراب ولا طعان • فلحقهم محمد بن قاني صو • وقبض على دوادار قاني باي • وقنطر جماعة منهم برسباي الحاجب • والطنبغا الشريفي • واختبطت العساكر • ثم إن الطنبغا الشريفي هرب • واختفى في المرتفق الذي هو داخل باب الفرج
100ظ
ورجع بن قاني صو ومعه دوادار قاني باي فجاء الأمراء الهاربون إلى باب القلعة وأرادوا أن يدخلوا القلعة فما مكنهم نائبها السيفي فارس • وشرع يعنفهم • ويشنع عليهم • ويقول ما لكم وما دهاكم • ألستم رجالا تفرون من صبي وحده • فعل الله بكم وصنع يا لاشات ها أنا أحمي القلعة فاحملوا أنتم واحموا أبواب المدينة • أليس فيكم سديد • اليس منكم رجل رشيد • فأخذتهم الغيرة • واقتسموا أبواب البلد • وجعل فارس يرمي على جماعة اينال من القلعة • وأرسلوا على أحد منهم مكحلة فكادت تقتله فتراجعوا • ونزل اينال في الميدان • وأخذ قاني باي باب الفرج • ومغلباي • وتمراز باب الجابية • وحاجب الحجاب برسباي باب الصغير • وأمين الطاري باب شرقي • وباقي الأمراء بباقي الأبواب • فجاء قاني صو على اينال وقال له قم فما في التواني فائدة فانهض حتى ننتصف من أعدائنا • فركبوا وتوجهوا إلى باب الجابية ومعهم جماعة من العوام والأوباش فوصلوا إلى العرصة بباب الجابية • وذهب قاني صو إلى باب الصغير وأخذوا في المحاصرة والمعاملة بباب الجابية • وفيه مغلباي وتمراز • وتقدم الزعر إلى الباب فكسروه بالفؤوس والأطبار • وهجموا على المدينة يدا واحدة • والتقت الرجال بالرجال والخيل بالخيل • ومدت العوام أيديهم بالحجارة والمطارق فولت الأجناد الدبر قدامهم فلما سمع الحاجب بأخذ باب الجابية ترك باب الصغير وأخذ نحو القلعة موليا فصارت العبيد والأوباش من الناس يعبثون ويشلحون من ظفروا به فلحق عبد من العبيد الحاجب فضربه بحطبة فشجه ووقعت عمامته عن رأسه فخطفها العبد وقصده مرة ثانية فقال له قسم أيش تريد خذ العمامة وخليني ولما سمع أمير الطاري ما جرا للعسكر وأنهم كسروا باب الجابية وأخذوا المدينة عنوة ترك باب شرقي وهرب ودخل إلى بيت نصراني وقال له خذ ثيابي لك حلال وأعطني شيئا من قماشك البسه فما رضي النصراني وكأنه خاف على نفسه فما وسعه أن شلح ثيابه
101و
ورمى بها واختفى هو في مكان فوجدوه فقبضوا عليه واتوا به إلى اينال فلم يقل له شيئا وأطلقه ورد عليه ما كان أخذ منه • وهذه الحكاية أعني حكاية أمين الطاري هو حكاها عن نفسه • ثم إن الأمراء اجتمعوا عند باب القلعة واستفتحوا فلم يفتح لهم فتذللوا له وتمسكنوا وتشفعوا إليه بكل شيء فلم يسمح لهم بالدخول إلى القلعة وقال أقيموا مكانكم وأنا أذب عنكم وانضح بالنبل والمدافع فاستمروا حواليها في حر الشمس إلى أن أكلتهم الشمس وهم حيارى أذلاء فرحمهم وفتح لهم الباب البراني فدخلوا ولبثوا بين الأبواب ورجع اينال إلى الميدان • واستمر لا يبدي ولا يعيد • غير أنه في بعض الأوقات يكرب ويسير إلى باب الميدان من القصر ويتعاطى أمر المكحلة التي افرغها حتى تمت • وشرع جماعة من البغاة مثل جماعة بن الجنش والتراكمة الدركارية يتوجهون إلى القلعة ويتناوشونها الحرب • وأحرقوا باب الحديد • وصاروا يتلطوا في الجسر والأسواق التي حوالي القلعة ويتترسوا وراء العابر التي هناك فما وسع نائب القلعة إلا أنه أمر بإحراق ما حول القلعة حتى ينكشف لهم قدامها • فأحرقوا عمارة الأخناي لجسر الزلابية • والسقطيين • والقيسارية على محل يصنعون فيها الخيم إلى صوب مدرسة بكري برميش • وناحية تربة أرغون شاه غربا • ومن الجسر إلى رأس سوق القشاشيين شرقا • واستمرت الأمراء في القلعة بين الأبواب • وقصد البغاة من العشران والتراكمة نهب بيوت الامراء وحريقها • والفتك بمن يتعلق بهم ولكن الله سلم • فمنعهم اينال • ولم يزالوا كذلك من ثالث شوال سنة اثنين وأربعين واربعمائة إلى آخره • والناس قريبا وغريبا في أشد ما يكونون من الحصر • أما قريبا فمن المصادرة وطلب ثمن السكر والتراسيم والعقوبات • واستطالة المفسدين • ومن هو مجبول على الفسق والفساد فإنها قامت أسواقهم • ونفقت بضائعهم • وهي العيب والفجور • والفسق والفساد • وأما غربيا فالتجار والحجاج القادمون من بلاد العجم والروم والديار البعيدة ولقد
101ظ
كان قدم في تلك السنة من وفود الحاج خلق لا يعلمهم إلا الله لما بلغهم تولية مولانا السلطان خلد الله سلطانه • فصادفهم هذه المحنة في أيام استعدادهم • وعلم مصالحهم • وتهيئة أسبابهم • إلى التوجه على الحجاز الشريف • فكانوا في شدة لا يقدر قدرها وكانوا في شدة أقوى من شدة أهل البلد • وسيأتي تفصيل ما جرا لهم • ذكر ما جرى في الديار المصرية ونواحيا في أثناء هذه • الحوادث وقبلها • ولما توفي الملك الأشرف وانتصب الملك العزيز رفعت عرب الصعيد رؤوسها وهزت يدها بالتعدي • إلى أن اشتغل مولانا السلطان بالولاية وجرى ما مر ذكره جهز مولانا السلطان المقر الأشرف السيفي يشبك المشد وصحبته جماعة من الأشرفية وغيرهم على العرب والمذكورين وجرى بينهم مواقعات وتحزبت العرب واستمر العسكر المنصور في تلك النواحي لسد تلك الثغور وحفظ هاتيك الأطراف ولئلا يحدث شر وفتنة • وقد كانت المماليك الأشرفية لما أجمعوا على إثارة الفتنة وذلك لما كان مولانا السلطان نظالم الملك في ولاية الملك العزيز من جملتهم طوغان الزردكاش الأشرفي فكأنه لم يوافقهم على ذلك • وتم على ما هو عليه من وظيفته • فلما وقع الخباط في البلاد الحلبية • والممالك الشامية • وطال الشر والفساد • تخبطت الديار المصرية أيضا كما مر • واختلفت الآراء • وتصادمت الأهواء • ونجم الشقاق • وظهر النفاق • ومولانا السلطان ثبته الله بالقول الثابت في الحيوة الدنيا وفي الآخرة مشغول بما هو الأهم • ومكب على التوجه إلى حضرة ذي الجلال والإحسان البالغ • والإنعام العام إلى الخاص والعام • ولم يهمه شيء سوى أحوال الحجاج الذين قدموا من بلاد العجم والروم وقد تركوا أوطانهم وأولادهم • ثم أخذ في تهيئة العساكر إلى طرف الشام • فإن النواب الذين كانوا
Page inconnue