فمتى سول للإنسان أمرا فينبغي أن يحذر مِنْهُ أشد الحذر وليقل لَهُ حين أمره إياه بالسوء إنما تريد بما تأمر به نصحي ببلوغي شهوتي وَكَيْفَ يتضح صواب النصح للغير لمن لا ينصح نفسه كيف أثق بنصيحة عدو فانصرف فما فِي لقولك منفذ فلا يبقى إلا أنه يستعين بالنفس لأنه يحث عَلَى هواها فليستحضر العقل إِلَى بيت الفكر فِي عواقب الذنب لعل مدد توفيق يبعث جند عزيمته فيهزم عسكر الهوى والنفس.
أَخْبَرَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ الْمُبَارَك نا عَاصِم بْن الْحَسَنِ نا أَبُو عُمَر بْن مَهْدِيٍّ ثنا الْحُسَيْن بْن إِسْمَاعِيلَ ثنا زَكَرِيَّا بن يحيى ثنا شامة بْن سَوَّارٍ ثني الْمُغِيرَةُ عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ الشِّخِّيرِ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " يا أيها النَّاسُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَمَرَنِي أَنْ أُعَلِّمَكُمْ مَا جَهِلْتُمْ مِمَّا عَلَّمَنِي فِي يَوْمِي هَذَا إِنَّ كُلَّ مَالٍ نَحَلْتُهُ عَبْدِي فَهُوَ لَهُ حَلالٌ وَإِنِّي خَلَقْتُ عِبَادِي حُنَفَاءَ كُلَّهُمْ فَأَتَتْهُمُ الشَّيَاطِينُ فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينِهِمْ وَأَمَرْتُهُمْ أَنْ لا يُشْرِكُوا بِي مَا لَمْ أُنْزِلْ بِهِ سُلْطَانًا وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى نَظَرَ إِلَى أَهْلِ الأَرْضِ فَمَقَتَهُمْ عَرَبَهُمْ وَعَجَمَهُمْ إِلا بَقَايَا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ".
أَخْبَرَنَا ابْن الْحُصَيْنِ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْن الْمُذْهِبِ نا أَحْمَد بْن جَعْفَر ثنا عَبْد اللَّهِ ابْن أحمد ثنى أبي ثنا يَحْيَى بْن سَعِيد ثنا هِشَامٌ ثنا قَتَادَةُ عَنْ مُطَرِّفٍ عَنْ عِيَاضِ بْنِ حِمَارٍ أَنَّ النَّبِيِّ ﷺ خَطَبَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ فِي خُطْبَتِهِ: "إِنَّ رَبِي ... " إِلَى آخِرِ الْحَدِيثِ الْمُتَقَدِّمِ.
أَخْبَرَنَا ابْن الْحُصَيْنِ نا ابْنُ الْمُذْهِبِ نا أَحْمَد بْن جَعْفَر ثنا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ ثني أَبِي ثنا أَبُو مُعَاوِيَة ثنا الأَعْمَشُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ عَنْ جَابُرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ ﵄ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا فَيَقُولُ مَا صَنَعْتَ شَيْئًا قَالَ ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ
وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ قَالَ فَيُدْنِيهِ مِنْهُ أَوْ قَالَ فَيَلْتَزِمُهُ وَيَقُولُ نَعَمْ أَنْتَ وَبِهِ قَالَ أَحْمَد وَحَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ثنا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ ﵁ يَرْفَعُهُ قَالَ إِنَّ إِبْلِيسَ قَدْ يَئِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ١ بَيْنَهُمْ قَالَ الْمُصَنِّفُ انْفَرَدَ بِهِ الْبُخَارِيُّ وَالَّذِي قَبْلَهُ مُسْلِمٌ وَفِي لَفْظِ حَدِيثِهِ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ.
أَنْبَأَنَا إِسْمَاعِيلُ السَّمَرْقَنْدِيُّ نا عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ نا ابْنُ بِشْرَانَ نا ابْنُ صَفْوَانَ نا أبو بكر
_________
١ أي يسعى بينهم بالخصومات والشحناء والفتن.
1 / 24