النخعي فجاء رجل فَقَالَ يا أبا عمران أدع اللَّه أن يشفيني فرأيت أنه كرهه كراهية شديدة حتى عرفنا كراهية ذلك فِي وجهه وذكر إِبْرَاهِيم السنة فرغب فيها وذكر مَا أحدثه الناس فكرهه وَقَالَ فِيهِ أَخْبَرَنَا المحمدان ابْن ناصر وابن عَبْد الباقي نا أحمد نا أبو نعيم سَمِعْتُ مُحَمَّد بْن إِبْرَاهِيم يَقُول سمعت مُحَمَّد بْن ريان يَقُول سمعت ذا النون وجاءه أصحاب الحديث فسألوه ِعَنِ الْخَطَرَاتِ وَالْوَسَاوِسِ فَقَالَ أَنَا لا أَتَكَلَّمُ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا فَإِنَّ هَذَا مُحْدَثٌ سَلُونِي عَنْ شَيْءٍ فِي الصَّلاةِ أَوِ الْحَدِيثِ وَرَأَى ذُو النُّونِ عَلَيَّ خُفًّا أَحْمَرَ فَقَالَ انْزَعْ هَذَا يَا بُنَيَّ فَإِنَّهُ شُهْرَةٌ مَا لَبِسَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ إِنَّمَا لَبِسَ أَسْوَدَيْنِ ساذجين.
فصل: قَالَ الشيخ أَبُو الفرج ﵀ قد بينا أن القوم كانوا يتحذرون من كل بدعة وإن لم يكن بِهَا بأس لئلا يحدثوا مَا لم يكن وَقَدْ جرت محدثات لا تصادم الشريعة ولا يتعاطى عليها فلم يروا بفعلها بأسا كَمَا روى أن الناس كانوا يصلون فِي رمضان وحدانا وكان الرَّجُل يصلي فيصلي بصلاته الْجَمَاعَة فجمعهم عُمَر بْن الخطاب عَلَى أبي بْن كعب ﵄ فلما خرج فرآهم قَالَ نعمت الْبِدْعَة هذه لأن صلاة الْجَمَاعَة مشروعة وإنما قَالَ الْحَسَن فِي القصص نعمت الْبِدْعَة كم من أخ يستفاد ودعوة مستجابة لأن الوعظ مشروع ومتى أسند المحدث إِلَى أصل مشروع لم يذم فأما إذا كانت الْبِدْعَة كالمتمم فقد اعتقد نقص الشريعة وإن كانت مضادة فهي أعظم فقد بان بما ذكرنا أن أهل السنة هم المتبعون وأن أهل الْبِدْعَة هم المظهرون شيئا لم يكن قبل ولا مستند لَهُ ولهذا استتروا ببدعتهم ولم يكتم أهل السنة مذهبهم فكلمتهم ظاهرة ومذهبهم مشهور والعاقبة لهم أَخْبَرَنَا هِبَة اللَّهِ بْن مُحَمَّدٍ نا الْحَسَنُ بْن عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ نا أَحْمَد بْن جَعْفَر ثنا عَبْد اللَّهِ بْن أَحْمَدَ قَالَ ثني أَبِي ثنا يَعْلَى بْن عُبَيْد ثنا إِسْمَاعِيل عَنْ قَيْسٍ عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ ﵁ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "لا يَزَالُ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ ظَاهِرُونَ" فِي الصَّحِيحَيْنِ أَخْبَرَنَا هِبَة اللَّهِ الْحَسَن بْن عَلِيّ نا ابْن ملك ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ ثني أَبِي قَالَ ثنا يُوسُفُ ثنا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ أَبِي قِلابَةَ عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ عَنْ ثَوْبَانَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: "لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ" انْفَرَدَ بِهِ مُسْلِمٌ وَقَدْ رَوَى هَذَا الْمَعْنَى عَنِ النَّبِيِّ ﷺ مُعَاوِيَةُ وَجَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَقُرَّةُ أَخْبَرَنَا الْكَرُوخِيُّ النّورجِيُّ وَالأَزْدِيُّ قَالا نا الْحراجِيُّ ثنا الْمَحْبُوبِيُّ ثنا التِّرْمِذِيّ قَالَ قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيلَ قَالَ عَلِيّ بْن الْمَدِينِيّ هم أصحاب الحديث.
1 / 18