التكملة لوفيات النقلة
زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي المنذري
٥٨١ - ٦٥٦ هـ
حققه وعلق عليه
الدكتور بشار عواد معروف
أستاذ ورئيس قسم التاريخ بكلية الآداب
جامعة بغداد
مؤسسة الرسالة
الطبعة الثانية
١٤٠١ هـ - ١٩٨١ م
Page inconnue
الجزء الثاني من التكملة لوفيات النقلة
بسم الله الرحمن الرحيم
رب زدني علما
أملى علينا شيخنا الإمام العالم الحافظ المتقن الورع زكي الدين أبو محمد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله المنذري -نفع الله به- وذلك في يوم الأربعاء العشرين من ذي قعدة سنة خمسين وست مئة بدار الحديث الكاملية من القاهرة قال:
بقية سنة اثنتين وثمانين وخمس مئة
١ - وفي السادس من شوال توفي الفقيه أبو العباس أحمد بن علي بن يعلى السلمي الصقلي المقرئ، بدمشق، ودفن من الغد بالجبل.
حدث عنه الحافظ أبو المواهب الحسن بن هبة الله بن صصرى بإنشاد، وقال: وكان قد سمع معنا من بعض شيوخنا.
٢ - وفي ليلة السابع من شوال توفي الشيخ الصالح أبو محمد ويقال أبو القاسم، عبد الغني بن القاسم، ويقال ابن أبي القاسم بن الحسن الشافعي المقرئ الحجار، بمصر. ⦗٥٦⦘ اختصر "ضياء القلوب" في تفسير القرآن الكريم تصنيف أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي اختصارا حسنا، وقال: أخبره بضياء القلوب الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت المقرئ ﵀ قال: أنا الفقيه أبو الفتح سلطان بن إبراهيم، قال: أنا الإمام أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، قال: أنا الشيخ العالم أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي ﵀. وحدث، سمع منه أبو محمد عبد الله بن خلف بن رافع المسكي.
٢ - وفي ليلة السابع من شوال توفي الشيخ الصالح أبو محمد ويقال أبو القاسم، عبد الغني بن القاسم، ويقال ابن أبي القاسم بن الحسن الشافعي المقرئ الحجار، بمصر. ⦗٥٦⦘ اختصر "ضياء القلوب" في تفسير القرآن الكريم تصنيف أبي الفتح سليم بن أيوب الرازي اختصارا حسنا، وقال: أخبره بضياء القلوب الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن ثابت المقرئ ﵀ قال: أنا الفقيه أبو الفتح سلطان بن إبراهيم، قال: أنا الإمام أبو الفتح نصر بن إبراهيم المقدسي، قال: أنا الشيخ العالم أبو الفتح سليم بن أيوب الرازي ﵀. وحدث، سمع منه أبو محمد عبد الله بن خلف بن رافع المسكي.
1 / 55
٣ - وفي ليلة الثامن من شوال توفي الشيخ الفقيه الصالح أبو الغنائم عبد الرحمن ويسمى أيضا غنيمة، ابن جامع بن غنيمة ابن البناء البغدادي الحنبلي الميداني، ودفن من الغد بباب حرب.
تفقه على أبي بكر أحمد بن محمد الدينوري، وغيره. وسمع من أبي طالب ⦗٥٧⦘ عبد القادر بن محمد بن يوسف. وسمع "مسند الإمام أحمد بن حنبل" ﵁ من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. وسمع من أبي عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال الأصبهاني، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم.
وحدث، حدثنا عنه الفقيه أبو عبد الله حمد بن أحمد بن محمد بن صديق، وأبو الفتح عمر بن بركات بن عمر الحرانيان بها، ولهما منه إجازة.
وهو منسوب إلى ميدان باب الأزج: محلة في شرقي بغداد.
وفي الرواة من ينسب إلى الميدان: محلة بنيسابور، وإلى الميدان: محلة بأصبهان.
وغنيمة: بفتح الغين المعجمة وكسر النون وسكون الياء آخر الحروف وبعد الميم المفتوحة تاء تأنيث.
وكان يكتب بخطه عبد الرحمن غنيمة، "يجمع بين الاسمين".
1 / 56
٤ - وفي ليلة العاشر من شوال توفي الشيخ الصالح أبو السعود أحمد بن أبي بكر بن المبارك المعروف بابن الشبل البغدادي الحريمي العطار، ببغداد، ودفن من الغد بباب حرب.
صحب الشيخ أبا محمد عبد القادر بن أبي صالح الجيلي، وبه تخرج، وسمع منه، ومن أبي المعالي محمد بن محمد بن اللحاس.
ويقال إنه حدث.
واللحاس: باللام المشددة المفتوحة والحاء المهملة وبعد الألف سين مهملة.
٥ - وفي الثالث عشر من شوال توفي الشريف الأجل الفاضل أبو القاسم عبد الرحمن ابن الشريف الأجل أبي الحسن علي بن محمد بن قاسم العلوي الحسيني، بالقاهرة. ومولده بدمشق سنة عشرين وخمس مئة تقريبا، وكان منشؤه بحلب.
٦ - وفي ليلة السبت السابع والعشرين من شوال توفي العلامة أبو محمد عبد الله بن أبي الوحش بري بن عبد الجبار بن بري المقدسي الأصل المصري المولد والدار، والوفاة الشافعي النحوي، ⦗٥٩⦘ بمصر، ودفن صبيحة يوم الأحد. وسئل عن مولده، فقال: سنة تسع وتسعين وأربع مئة لخمس ليال مضين من رجب. قرأ الأدب على الإمام أبي بكر محمد بن عبد الملك النحوي. وسمع من أبي صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، وأبي طالب عبد الجبار بن محمد بن علي المعافري، وأبوي الحسن: علي بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي وعلي بن عبد الرحيم السلمي، وأبي البركات محمد بن حمزة بن أحمد المعروف بابن العرقي، وأبي العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الحطيئة، وغيرهم. ⦗٦٠⦘ وحدث، وتصدر بالجامع العتيق بمصر وتخرج به جماعة كبيرة. وصنف تصانيف مفيدة منها: "حواشي كتاب الصحاح للجوهري"، وأحسن فيه ما شاء، وغير ذلك. حدثنا عنه الفقيه أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي بدمشق، والحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي، والفقيه أبو محمد عبد الله بن نجم بن شاش، والزاهد أبو العباس بن علي بن محمد وجماعة سواهم بمصر.
٥ - وفي الثالث عشر من شوال توفي الشريف الأجل الفاضل أبو القاسم عبد الرحمن ابن الشريف الأجل أبي الحسن علي بن محمد بن قاسم العلوي الحسيني، بالقاهرة. ومولده بدمشق سنة عشرين وخمس مئة تقريبا، وكان منشؤه بحلب.
٦ - وفي ليلة السبت السابع والعشرين من شوال توفي العلامة أبو محمد عبد الله بن أبي الوحش بري بن عبد الجبار بن بري المقدسي الأصل المصري المولد والدار، والوفاة الشافعي النحوي، ⦗٥٩⦘ بمصر، ودفن صبيحة يوم الأحد. وسئل عن مولده، فقال: سنة تسع وتسعين وأربع مئة لخمس ليال مضين من رجب. قرأ الأدب على الإمام أبي بكر محمد بن عبد الملك النحوي. وسمع من أبي صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني، وأبي عبد الله محمد بن أحمد بن إبراهيم الرازي، وأبي طالب عبد الجبار بن محمد بن علي المعافري، وأبوي الحسن: علي بن عبد الرحمن بن محمد الحضرمي وعلي بن عبد الرحيم السلمي، وأبي البركات محمد بن حمزة بن أحمد المعروف بابن العرقي، وأبي العباس أحمد بن عبد الله بن أحمد بن الحطيئة، وغيرهم. ⦗٦٠⦘ وحدث، وتصدر بالجامع العتيق بمصر وتخرج به جماعة كبيرة. وصنف تصانيف مفيدة منها: "حواشي كتاب الصحاح للجوهري"، وأحسن فيه ما شاء، وغير ذلك. حدثنا عنه الفقيه أبو عمر محمد بن أحمد بن قدامة المقدسي بدمشق، والحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي، والفقيه أبو محمد عبد الله بن نجم بن شاش، والزاهد أبو العباس بن علي بن محمد وجماعة سواهم بمصر.
1 / 58
٧ - وفي هذه السنة توفي الشيخ الأصيل أبو المعالي محمد بن أحمد ابن الإمام أبي المظفر منصور بن عبد الجبار السمعاني المروزي الواعظ ابن عم الحافظ أبي سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، ببغداد، ودفن قريبا من معروف الكرخي ﵁.
⦗٦١⦘
أقام مدة ببغداد يعظ.
1 / 60
٨ - وفي هذه السنة أيضا توفي الشيخ الزاهد أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن عبد الله الأزدي الخطيب الإشبيلي نزيل بجاية
له من التصانيف: "الأحكام الكبرى" و"الأحكام الصغرى" و"الجمع بين الصحيحين" و"الرقائق" وغير ذلك.
ناولني الخطيب أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن جميل المعافري بالبيت المقدس -شرفه الله تعالى- كتاب "الأحكام الصغرى"، وأخبرني أنه سمع جميعها من لفظه.
٩ - وفي هذه السنة أيضا توفي الشيخ الفقيه الفاضل أبو الحسن ويقال أبو الفضل، محمد بن الحسن بن الحسين بن محمد بن إسحاق بن موهوب بن عبد الملك بن منصور المنصوري السمرقندي الخطيب، بسمرقند. ومولده بها في الثالث عشر من صفر سنة ثمان وسبعين وأربع مئة، فعاش مئة سنة وأربعة أعوام. قرأ القرآن الكريم على أبي الحسن علي بن محمد السمرقندي. وتفقه على أبي علي الحسن بن عطاء وغيره. وسمع من القاضي أبي المحامد محمود بن مسعود السغدي، وأبي الحسن علي بن عثمان الخراط، وأبي إبراهيم إسحاق بن محمد النوحي، وأبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار، وغيرهم. وحدث ببغداد. ⦗٦٢⦘ والنوحي: نسبة إلى جده نوح. وسغد: بضم السين المهملة وسكون الغين المعجمة وآخرها دال مهملة، ويقال: أيضا بالصاد: بلدة بين بخارى وسمرقند، وقيل ناحية كثيرة المياه والأشجار من نواحي سمرقند. ويقال: ثم سغد بخارى وسغد سمرقند.
٩ - وفي هذه السنة أيضا توفي الشيخ الفقيه الفاضل أبو الحسن ويقال أبو الفضل، محمد بن الحسن بن الحسين بن محمد بن إسحاق بن موهوب بن عبد الملك بن منصور المنصوري السمرقندي الخطيب، بسمرقند. ومولده بها في الثالث عشر من صفر سنة ثمان وسبعين وأربع مئة، فعاش مئة سنة وأربعة أعوام. قرأ القرآن الكريم على أبي الحسن علي بن محمد السمرقندي. وتفقه على أبي علي الحسن بن عطاء وغيره. وسمع من القاضي أبي المحامد محمود بن مسعود السغدي، وأبي الحسن علي بن عثمان الخراط، وأبي إبراهيم إسحاق بن محمد النوحي، وأبي إسحاق إبراهيم بن إسماعيل الصفار، وغيرهم. وحدث ببغداد. ⦗٦٢⦘ والنوحي: نسبة إلى جده نوح. وسغد: بضم السين المهملة وسكون الغين المعجمة وآخرها دال مهملة، ويقال: أيضا بالصاد: بلدة بين بخارى وسمرقند، وقيل ناحية كثيرة المياه والأشجار من نواحي سمرقند. ويقال: ثم سغد بخارى وسغد سمرقند.
1 / 61
١٠ - وفي هذه السنة أيضا توفي الشيخ عبد الملك بن غنيمة بن عبد الملك البغدادي النصري المعروف بابن حارس الخزانة
حدث بإنشاد.
وهو منسوب إلى النصرية: محلة مشهورة بغربي بغداد وهي بفتح النون وسكون الصاد المهملة.
وفي الرواة من نسب بالنصري جماعة: منهم من نسب إلى القبيلة، ومنهم من نسب إلى الجد، ومنهم من نسب إلى الولاء.
رضوان الله عليهم أجمعين.
1 / 62
سنة ثلاث وثمانين وخمس مئة
١١ - في الثالث والعشرين من المحرم توفي الشيخ الفاضل الصالح أبو العز عبد المغيث بن أبي حرب زهير بن زهير بن علوي البغدادي الحربي الحنبلي، ببغداد، ودفن من يومه بباب حرب.
ومولده تخمينا سنة خمس مئة.
سمع الكثير من أبي العز أحمد بن عبيد الله بن كادش، وأبي الحسين محمد ⦗٦٤⦘ بن محمد ابن الفراء، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وأبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبي منصور عبد الرحمان بن محمد القزاز، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وآباء القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين، وهبة الله بن أحمد الحريري، وإسماعيل بن أحمد ابن السمرقندي، وعبد الله بن يوسف النجار، وغيرهم.
واجتهد في طلب الحديث وجمعه، وصنف، وأفاد، وحدث بالكثير: حدثنا عنه الفقيه أبو عبد الله حمد بن أحمد بن محمد بن صديق بحران، وكانت له منه إجازة.
1 / 63
١٢ - وفي هذا اليوم أيضا توفي الشيخ الأجل أبو الثناء محمود بن المبارك بن الحسين ابن الركن البغدادي العدل، ببغداد، ودفن بداره.
⦗٦٥⦘
سمع من أبي طالب المبارك بن علي بن خضير، وأبي الحسن علي بن أبي سعد الخباز، وغيرهما.
1 / 64
١٣ - وفي عقب المحرم توفي الأستاذ أبو بكر أحمد بن أبي المطرف عبد الرحمان بن أحمد بن جزي الأندلسي البلنسي الفقيه الفرضي الكاتب
سمع من أبي محمد عبد الله بن محمد بن السيد البطليوسي، وأبي العباس أحمد بن معد الاقليشي، وحدث عنهما، وعن أبي الحسن طارق بن موسى يعيش البلنسي.
حدث عنه الحافظ أبو الربيع سليمان بن موسى الكلاعي.
١٤ - وفي الثالث عشر من ربيع الأول توفي الشريف الأجل أبو الحسن سعيد بن أبي المظفر عبد السميع بن محمد بن شجاع الهاشمي ⦗٦٦⦘ ومولده سنة أربع عشرة وخمس مئة. سمع من أبوي القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين، وهبة الله بن عبد الله الشروطي، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم. وحدث.
١٤ - وفي الثالث عشر من ربيع الأول توفي الشريف الأجل أبو الحسن سعيد بن أبي المظفر عبد السميع بن محمد بن شجاع الهاشمي ⦗٦٦⦘ ومولده سنة أربع عشرة وخمس مئة. سمع من أبوي القاسم: هبة الله بن محمد بن الحصين، وهبة الله بن عبد الله الشروطي، والقاضي أبي بكر محمد بن عبد الباقي الأنصاري وغيرهم. وحدث.
1 / 65
١٥ - وفي التاسع عشر من شهر ربيع الأول توفي الأجل أبو الفضل هبة الله ابن الأجل أبي القاسم علي بن أبي الفضل هبة الله بن أبي المعالي محمد بن الحسن بن الصاحب حاجب باب النوبي الشريف، ببغداد.
١٦ - وفي ليلة التاسع عشر من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الأصيل أبو السعادات نصر الله، ويسمى أيضا المبارك، ابن الشيخ أبي منصور عبد الرحمان ابن الشيخ أبي غالب محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الربعي، ربيعة الفرس، الشيباني البغدادي الشارعي المعروف بابن زريق ودفن من الغد بباب حرب. ومولده في الحادي عشر من جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وأربع مئة. سمع من جده أبي غالب محمد بن عبد الواحد القزاز ومن والدته شمس النهار ⦗٦٧⦘ ابنة الحافظ أبي علي أحمد بن محمد البرداني، ومن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وأبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش وأبي القاسم علي بن الحسين الربعي، وأبي العز محمد ابن المختار الهاشمي، وأبي غالب شجاع بن فارس الذهلي، وأبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان، وغيرهم. وانفرد بالرواية عن جماعة منهم: أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار. وهو من بيت الحديث، حدث هو، وأبواه، وجداه، وعمه، وعما أبيه، وابنه ⦗٦٨⦘ عثمان بن نصر الله. حدث عنه تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، ومات قبله بإحدى وعشرين سنة. وحدثنا عنه أبو الحسن علي بن المبارك الواسطي بدمشق، وأبو الفضل معالي بن سلامة الحراني بحران، ولأبي الفضل منه إجازة. ومُنازل: بضم الميم وفتح النون وكسر الزاي، وآخره لام. وزُرَيْق: بتقديم الزاي المضمومة وفتح الراء المهملة.
١٦ - وفي ليلة التاسع عشر من شهر ربيع الآخر توفي الشيخ الأصيل أبو السعادات نصر الله، ويسمى أيضا المبارك، ابن الشيخ أبي منصور عبد الرحمان ابن الشيخ أبي غالب محمد بن عبد الواحد بن الحسن بن منازل الربعي، ربيعة الفرس، الشيباني البغدادي الشارعي المعروف بابن زريق ودفن من الغد بباب حرب. ومولده في الحادي عشر من جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وأربع مئة. سمع من جده أبي غالب محمد بن عبد الواحد القزاز ومن والدته شمس النهار ⦗٦٧⦘ ابنة الحافظ أبي علي أحمد بن محمد البرداني، ومن أبي الحسين المبارك بن عبد الجبار الصيرفي، وأبي سعد محمد بن عبد الكريم بن خشيش وأبي القاسم علي بن الحسين الربعي، وأبي العز محمد ابن المختار الهاشمي، وأبي غالب شجاع بن فارس الذهلي، وأبي القاسم علي بن أحمد بن بيان، وأبي علي محمد بن سعيد بن نبهان، وغيرهم. وانفرد بالرواية عن جماعة منهم: أبو الحسن المبارك بن عبد الجبار. وهو من بيت الحديث، حدث هو، وأبواه، وجداه، وعمه، وعما أبيه، وابنه ⦗٦٨⦘ عثمان بن نصر الله. حدث عنه تاج الإسلام أبو سعد عبد الكريم بن محمد السمعاني، ومات قبله بإحدى وعشرين سنة. وحدثنا عنه أبو الحسن علي بن المبارك الواسطي بدمشق، وأبو الفضل معالي بن سلامة الحراني بحران، ولأبي الفضل منه إجازة. ومُنازل: بضم الميم وفتح النون وكسر الزاي، وآخره لام. وزُرَيْق: بتقديم الزاي المضمومة وفتح الراء المهملة.
1 / 66
١٧ - وفي ليلة التاسع من جمادى الأولى توفي الشيخ أبو الفتح محمد بن يحيى بن مواهب بن إسرائيل البرداني ببغداد، ودفن من الغد بباب حرب.
ومولده في شهر ربيع الأول سنة تسع وتسعين وأربع مئة.
سمع من أبي غالب محمد بن عبد الواحد القزاز، وأبي علي محمد بن سعيد نبهان، وأبي عبد الله محمد بن عبد الباقي الدوري، وأبي علي محمد بن محمد بن المهدي، وأبي منصور المقرب بن الحسين النساج، وجماعة سواهم.
وحدث.
١٨ - وفي الرابع من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع البغدادي الحنبلي المعروف بابن نقطة ⦗٦٩⦘ ببغداد، ودفن من يومه في موضع مجاور مسجده. سمع من أبي حفص عمر بن أبي بكر ابن التبان، وأبي عبد الله مظفر بن أبي نصر ابن البواب وغيرهما. وهو مشهور بالتقلل والإيثار. وهو والد صاحبنا الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الغني بن نقطة. وهو بضم النون وسكون القاف وبعد الطاء المهملة تاء تأنيث.
١٨ - وفي الرابع من جمادى الآخرة توفي الشيخ الصالح عبد الغني بن أبي بكر بن شجاع البغدادي الحنبلي المعروف بابن نقطة ⦗٦٩⦘ ببغداد، ودفن من يومه في موضع مجاور مسجده. سمع من أبي حفص عمر بن أبي بكر ابن التبان، وأبي عبد الله مظفر بن أبي نصر ابن البواب وغيرهما. وهو مشهور بالتقلل والإيثار. وهو والد صاحبنا الحافظ أبي بكر محمد بن عبد الغني بن نقطة. وهو بضم النون وسكون القاف وبعد الطاء المهملة تاء تأنيث.
1 / 68
١٩ - وفي ليلة النصف من شعبان توفي الشيخ أبو القاسم سعيد بن الحسين بن علي البغدادي البيع، بقرية من قرى سنجار.
سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، والحافظ أبي الفضل محمد بن ناصر السلامي، وغيرهما.
وحدث.
1 / 69
٢٠ - وفي الثاني من شهر رمضان توفي الفقيه الإمام أبو القاسم مخلوف بن علي بن عبد الحق التميمي القروي الأصل الإسكندراني الدار والوفاة المالكي المعروف بابن جارة، ودفن من الغد بالإسكندرية.
تفقه على مذهب الإمام مالك –﵁ ومن شيوخه: أبو الحجاج يوسف بن عبد العزيز اللخمي، وأبو عبد الله محمد بن أبي سعيد الأندلسي وسند بن عنان الأزدي، وأبو عبد الله المازري، وأبو عبد الله الحسين بن محمد بن إسماعيل الساوي.
سمع منه بمكة، وحدث، ودرس، وأفتى، وانتفع به جماعة كبيرة، وحدثنا عنه.
وجارة: بفتح الجيم وبعد الألف راء مهملة وتاء تأنيث.
٢١ - وفي ليلة الخامس من شهر رمضان توفي الفقيه الإمام أبو الفتح نصر بن فتيان بن مطر النهرواني الحنبلي المعروف بابن المني، ببغداد، ودفن من الغد بداره بالمأمونية. ومولده ظنا قبل سنة خمس مئة. ⦗٧١⦘ تفقه على مذهب الإمام أحمد –﵁ على أبي بكر أحمد بن محمد الدينوري. وسمع من أبي بكر محمد بن علي بن عبيد الله بن الدنف المقرئ وأبي عبد الله الحسين بن محمد البارع، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبي نصر الحسن بن محمد اليونارتي، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء وأبي عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال، وغيرهم. وحدث، ودرس مدة طويلة، وتخرج به غير واحد. والدنف: بفتح الدال المهملة وكسر النون وآخره فاء. والنهروان: بليدة قديمة بالقرب من بغداد ولها نواح. ويقال: إن بالمغرب أيضا موضعا يسمى النهروان.
٢١ - وفي ليلة الخامس من شهر رمضان توفي الفقيه الإمام أبو الفتح نصر بن فتيان بن مطر النهرواني الحنبلي المعروف بابن المني، ببغداد، ودفن من الغد بداره بالمأمونية. ومولده ظنا قبل سنة خمس مئة. ⦗٧١⦘ تفقه على مذهب الإمام أحمد –﵁ على أبي بكر أحمد بن محمد الدينوري. وسمع من أبي بكر محمد بن علي بن عبيد الله بن الدنف المقرئ وأبي عبد الله الحسين بن محمد البارع، وأبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين وأبي نصر الحسن بن محمد اليونارتي، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء وأبي عبد الله الحسين بن عبد الملك الخلال، وغيرهم. وحدث، ودرس مدة طويلة، وتخرج به غير واحد. والدنف: بفتح الدال المهملة وكسر النون وآخره فاء. والنهروان: بليدة قديمة بالقرب من بغداد ولها نواح. ويقال: إن بالمغرب أيضا موضعا يسمى النهروان.
1 / 70
٢٢ - وفي سلخ شهر رمضان توفي أبو المظفر المبارك بن أعز بن سعد الله التوثي المقرئ البزاز بن كامل بن أبي غالب البغدادي الخفاف
⦗٧٢⦘
كان مليح القراءة مشهورا بحسن الصوت.
وهو منسوب إلى المحلة المعروفة بالتوثة بغربي بغداد.
وبمرو قرية يقال لها قرية التوث نسب إليها: توثي.
وبأسفرايين قرية يقال لها التوث نسب إليها أيضًا: توثي.
1 / 71
٢٣ - وفي شهر رمضان توفي الشيخ أبو المعالي المبارك بن عبد الواحد بن محمد بن يوسف بن الحسين بن غيلان البغدادي
سمع من أبي القاسم بن الحصين، وغيره.
وحدث. وذكر ما يدل أن مولده سنة إحدى أو اثنتين وخمس مئة.
٢٤ - وفي ليلة عيد الفطر توفي الشيخ الصالح أبو العباس، ويقال أبو عبد الرحمن، أحمد بن المفرج بن درع بن الحسن بن حصن التكريتي، بها. ومولده سنة ثمان وثمانين وأربع مئة. سمع من أبي شاكر محمد بن سعد بن خلف. وحدث بتكريت.
٢٥ - وفي ليلة السابع عشر من ذي القعدة توفي القاضي الأجل الأكرم أبو محمد عبد الجبار ابن القاضي الأجل أبي الحجاج يوسف بن عبد الجبار بن شبل بن علي الجذامي الصويتي المقدسي، بيت المقدس، ودفن بباب الرحمة. ⦗٧٣⦘ وكان مولده بمصر في يوم الأربعاء الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة. سمع من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني. وولي ديوان الجيوش وغيره مدة. وعمّر مسجد آسية بظاهر مصر. وما علمته حدث بشيء. وصويت: من جذام، وهو بضم الصاد المهملة وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف وبعدها تاء ثالث الحروف.
٢٤ - وفي ليلة عيد الفطر توفي الشيخ الصالح أبو العباس، ويقال أبو عبد الرحمن، أحمد بن المفرج بن درع بن الحسن بن حصن التكريتي، بها. ومولده سنة ثمان وثمانين وأربع مئة. سمع من أبي شاكر محمد بن سعد بن خلف. وحدث بتكريت.
٢٥ - وفي ليلة السابع عشر من ذي القعدة توفي القاضي الأجل الأكرم أبو محمد عبد الجبار ابن القاضي الأجل أبي الحجاج يوسف بن عبد الجبار بن شبل بن علي الجذامي الصويتي المقدسي، بيت المقدس، ودفن بباب الرحمة. ⦗٧٣⦘ وكان مولده بمصر في يوم الأربعاء الثاني عشر من رجب سنة اثنتين وعشرين وخمس مئة. سمع من الحافظ أبي طاهر أحمد بن محمد بن أحمد الأصبهاني. وولي ديوان الجيوش وغيره مدة. وعمّر مسجد آسية بظاهر مصر. وما علمته حدث بشيء. وصويت: من جذام، وهو بضم الصاد المهملة وفتح الواو وسكون الياء آخر الحروف وبعدها تاء ثالث الحروف.
1 / 72
٢٦ - وفي الخامس والعشرين من ذي القعدة توفي الشيخ أبو عبد الله محمد بن بركة بن عمر العطار الحلاج، ببغداد ودفن بباب حرب.
أجاز له أبو القاسم علي بن الحسين الربعي، وأبو غالب شجاع بن فارس الذهلي، وأبو الغنائم محمد بن علي بن ميمون النرسي.
وحدث.
1 / 73
٢٧ - وفي الثامن والعشرين من ذي القعدة توفي القاضي الأجل قاضي القضاة ببغداد أبو الحسن علي ابن القاضي الأجل أبي الحسين أحمد ابن قاضي القضاة أبي الحسن علي ابن قاضي القضاة أبي عبد الله محمد بن علي بن محمد بن عبد الملك الدامغاني الأصل البغدادي المولد، ببغداد، ودفن من الغد بمقبرة الشونيزي.
ومولده في ذي الحجة سنة ثلاث عشرة وخمس مئة.
سمع من آباء القاسم: هبة الله بن الحصين، وهبة الله بن عبد الله الشروطي، وهبة الله بن أحمد الحريري، وأبي الحسين محمد بن محمد الفراء، وأبي البركات عبد الوهاب بن المبارك الأنماطي، وغيرهم.
وحدث.
٢٨ - وفي ذي الحجة توفي الشيخ أبو القاسم الحسن بن أبي الفضل نصر الله بن أبي سعد عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين الدسكري المعروف بابن الفقيه سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وغيرهما. وحدث هو، وأبوه. ⦗٧٥⦘ وجده الفقيه الذي عرف به هو جده أبو سعد عبد الواحد وكان من أصحاب أبي إسحاق الشيرازي –﵁ بارعا في الفقه فعرف بالفقيه. وبنواحي بغداد دسكرتان: إحداهما بنهر الملك بغربي بغداد والأخرى بسواد شرقي بغداد في طريق خراسان، ولم يتميز لي من أيهما هو.
٢٨ - وفي ذي الحجة توفي الشيخ أبو القاسم الحسن بن أبي الفضل نصر الله بن أبي سعد عبد الواحد بن أحمد بن الحسين بن الحصين الدسكري المعروف بابن الفقيه سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين، وأبي غالب أحمد بن الحسن ابن البناء، وغيرهما. وحدث هو، وأبوه. ⦗٧٥⦘ وجده الفقيه الذي عرف به هو جده أبو سعد عبد الواحد وكان من أصحاب أبي إسحاق الشيرازي –﵁ بارعا في الفقه فعرف بالفقيه. وبنواحي بغداد دسكرتان: إحداهما بنهر الملك بغربي بغداد والأخرى بسواد شرقي بغداد في طريق خراسان، ولم يتميز لي من أيهما هو.
1 / 74
٢٩ - في هذه السنة توفي الشيخ أبو الفتح محفوظ بن أبي الفرج أحمد ابن الإمام أبي الخطاب محفوظ بن أحمد بن الحسن الكلواذاني
سمع من أبي القاسم هبة الله بن محمد بن الحصين. وحدث.
وأبوه أبو الفرج أحد المعدلين ببغداد، سمع من أبيه.
وجده أبو الخطاب أحد فقهاء الحنابلة، وتصانيفه مشهورة.
وكلواذى: بفتح الكاف وسكون اللام وفتح الواو وبين الألفين ذال معجمة، قرية من قرى بغداد.
1 / 75
٣٠ - وفي هذه السنة أيضا توفي الشيخ أبو علي الحسن بن أبي الوفاء حفاظ بن الحسن بن الحسين الغساني الشروطي المعدل الناسخ
ومولده في سنة سبع وتسعين وأربع مئة.
سمع من أبي محمد طاهر بن سهل بن بشر الاسفراييني. وحدث.
رضوان الله عليهم أجمعين
1 / 76