Extraction des significations auditives des métiers et des activités légales à l'époque du prophète Mohammed

Ibn Muhammad Khuzaci d. 789 AH
29

Extraction des significations auditives des métiers et des activités légales à l'époque du prophète Mohammed

تخريج الدلالات السمعية على ما كان في عهد رسول الله من الحرف والصنائع والعمالات الشرعية

Chercheur

د. إحسان عباس

Maison d'édition

دار الغرب الإسلامي

Numéro d'édition

الثانية

Année de publication

١٤١٩ هـ

Lieu d'édition

بيروت

ما مات، ولكنّه ذهب إلى ربه كما ذهب موسى بن عمران. فقد غاب عن قومه أربعين ليلة ثم رجع إليهم بعد أن قيل قد مات، ووالله ليرجعنّ رسول الله ﷺ كما رجع موسى فلتقطعن «١» أيدي رجال وأرجلهم زعموا أن رسول الله ﷺ مات. وروى محمد بن إسماعيل البخاري ﵀ في «صحيحه» (٦: ١٧) عن أبي سلمة أن عائشة زوج النبي ﷺ أخبرته قالت: أقبل أبو بكر على فرسه من مسكنه بالسّنح «٢»، حتى نزل فدخل المسجد، فلم يكلّم الناس حتى دخل على عائشة، فتيمّم النبيّ ﷺ وهو مسجّى ببرد حبرة «٣»، فكشف عن وجهه، ثم أكبّ عليه فقبّله ثم بكى، فقال «٤»: بأبي أنت يا نبيّ الله، لا يجمع الله عليك موتتين أبدا، أما الموتة التي كتبت عليك فقد متّها. قال أبو سلمة (السيرة ٢: ٦٥٥): فأخبرني «٥» ابن عباس: أن أبا بكر خرج وعمر يكلم الناس فقال: اجلس يا عمر، فأبى عمر أن يجلس، فتشهد أبو بكر، فمال إليه الناس وتركوا عمر، فقال: أما بعد من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت، قال الله تعالى: وَما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلى أَعْقابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ (آل عمران: ١٤٤) قال: والله لكأنّ الناس لم يكونوا يعلمون أن الله أنزلها حتى تلاها أبو بكر، فتلقّاها منه الناس فما يسمع بشر إلا وهو يتلوها. قال ابن إسحاق (٢: ٦٥٦): ولما قبض رسول الله ﷺ انحاز

(١) السيرة: فليقطعنّ. (٢) السّنح: في طرف من أطراف المدينة، كان بها منزل أبي بكر الصديق حين تزوج مليكة وقيل حبيبة بنت خارجة الأنصارية. (٣) البخاري: وهو مغشى بثوب حبرة. (٤) البخاري: وبكى ثم قال. (٥) قارن أيضا بالبخاري ٦: ١٧.

1 / 38