185

Takhlis l'Ani

كتاب تخليص العاني من ربقة جهل المعاني للقطب اطفيش تحقيق محمد زمري

Genres

قلت??استغراق المفرد بمعنى الكل الإفرادي، أي: كل فرد مع قطع النظر عن أن يكون معه آخر، فكل فرد موصوف بالوحدة ??بمعنى عدم?اجتماع آخر معه??لا بمعنى الكل المجموعي، أي: كل فرد?بشرط اجتماعه مع آخر، فلا يكون منافيا للوحدة لاعتبار أمر آخر مثله معه بناء على أن مدلول الفرد الوحدة ??بمعنى عدم اعتبار أمر آخر معه??لاعتبار عدم أمر آخر مثله، وإنما ذلك لعدم الدليل عليه بمعنى الفرد في الاستغراق أو كل فرد لا مجموع، وإنما ينافي الوحدة مجموع الأفراد?لا كل فرد، لاتصاف كل فرد بالوحدة والحاصل أنه ليس المراد بالاستغراق: مجموع الأفراد فضلا عن أن ينافي الوحدة بل الشمول لكل فرد، ويدل على أن معناه: كل فرد لا مجموع الأفراد امتناع وصفه بصفة الجمع قياسا عند الجمهور، ولو حكاه الأخفش وقاسه في نحو: " أهلك الناس الدينار الصفر والدرهم البيض " ??جمع أبيض وأصفر ??مراعاة لمعنى الدينار والدرهم، والوصف يشمل النعت والحال والخبر؛ فلا يقال: " أعجبهم الدينار " أو" كل درهم " ??وأصل الدينار الدنار( بنون مشددة) أبدلت المدغمة (ياء) بدليل التكسير والتصغير??ومثله قول عمر بن عبد العزيز لكاتب يأمره بتجويد خط البسملة: " طول الباء وأظهر السنات ودور الميم “ بتشديد (النون) وأصله السينات ب(ياء ونون) أبدلت (نونا) وأدغمت في (النون)؛ فالسنات السينات، وقد?روي (بالياء)، وذلك أولى من?أن يقال: شبه كل واحد من?أجزاء السين بسن، لأن المجاز مشروط?بالقرينة الصارفة وإلا ارتفع الوثوق، وقلت?أيضا في الجواب عن كون اسم المفرد يدل على وحدة معناه والاستغراق على التعدد:???أنا لما سلمنا التنافي بينهما، قلنا: أداة الاستغراق دخلت عليه بعد تجريده عن الوحدة، كما أن علامة الجمع في نحو:???مسلمين " إنما دخلت بعد تجريده عنها، وكذا "مسلمات "، وأما جمع التكسير فكذلك إنما صير إلى بنيته بعد تجريد المفرد عن الوحدة، وهذا مبني على أن مدلول المفرد الوحدة بمعنى اعتبار عدم آخر، وهو الظاهر لأنه في مقابلة المثنى والمجموع، فكما يعتبر فيهما أن يكون آخر معه كذلك يعتبر في المفرد أن لا يكون آخر معه، وإنما يكون آخر معه، وإنما?كان يوصف المفرد لا بالجمع؛ أي إنه للوحدة نحو: " أعجب الناس الدينار الأصفر والدرهم الأبيض" للمحافظة على التشاكل اللفظي، فيقال أيضا: " هذا الدرهم أبيض وهذا الدينار أصفر " وأما نحو: " القوم " فاسم موضوع?للجماعة ولو بدون أداة الاستغراق فيوصف بالجمع، وما مر من الدينار الصفر والدرهم البيض روعي فيه المعنى لا المشاكلة اللفظية، كما جاز?ذلك في الموصولات المشتركة. وذكر بعض أن المراد بقولهم لا التي لنفي الجنس: إنما نفي الحكم عن جميع أفراد الجنس، وعليه لا يرد البحث من أصله.والله أعلم.

باب تعريف المسند إليه بالإضافة

?يعرف بها لأنها زادت في الاختصار على سائر الطرق والتي تفيد مقصود المتكلم أو السامع بحسب المقام، فإنه قد يكون لايجد المتكلم في بعض تكلمه ما يؤدي غرضه باختصار دونه كما في قوله [ جعفر بن علبة (¬1) ?، حين حبس بمكة بعد قتله واحدا من بني عقيل ، ثم إنه كان وقتئد ركب من اليمن وفيه محبوبته ، ثم إن الركب عزم على الرحيل فأنشد هذه الأبيات ] : [ من الطويل ]

??هواي مع الركب اليمانين مصعد ... جنيب وجثماني بمكة موثق

عجبت لمسراها وأنى تخلصت ... إلي وباب السجن دوني مغلق

ألمت فحيت ثم قامت فودعت ... فلما تولت كادت النفس تزهق (¬2)

Page 196