Takhlis l'Ani
كتاب تخليص العاني من ربقة جهل المعاني للقطب اطفيش تحقيق محمد زمري
Genres
كان المقام للتكلم، إذا لم يكن مقتض للعدول نحو: " قمت " (بضم التاء ) و" أنا قائم " و" أقوم". وإن كان مقتض للعدول عدل عنه كقول أمير المؤمنين عن نفسه: "أمير المؤمنين يأمرك بكذا " تهويلا للامتثال بدل " أنا آمرك" ويشعر بالتكلم ضميره لا ضمير المخاطب والغائب، وبضمير المخاطب إن كان المقام للخطاب ولا داعي للعدول عنه، نحو: " ضربت " (بفتح التاء أو كسرها) و"أنت ضارب "و" تضرب يا زيد" وإنما يشعر بالخطاب ضميره لا ضمير التكلم وضمير الغيبة، وبضمير الغيبة إن كان المقام لها ولا داعي للعدول عنها، نحو:" زيد قام " و" هو قائم " و"الزيدان قاما" وإنما يشعر بها ضميرها لا ضمير المتكلم والمخاطب، وإن دعا داع إلى غير ذلك، كنكت الالتفات عدل عنه.
واعلم أن الاسم الظاهر من قيل الغيبة، ومع ذلك مثلت لها بما ذكر فيه الظاهر، وعاد إليه ضمير الغيبة؛ لأن مرادي الغيبة في الضمير الراجع إليه لا غيبته، وأنت خبير بأن في الخبر الجملي إسنادا، وبين جزءي الجملة وفي المبتدإ معه إسنادا بينهما، وكذا الخبر الوصف، وقيل: لا إسناد بين المبتدإ وخبره، فلا يلزم التمثيل بضمير غيبة، رجع إلى غير مذكور لدلالة لفظ أو حال عليه "حتى توارت " أي الشمس و" هو أقرب للتقوى " و"ربه رجلا" و" نعم فتى زيد "، وقيل هذين في نية التأخير عن مرجعهما، وليس كذلك أصل الخطاب أن يكون لمعين مشاهد فصاعدا، فالخطاب بصيغة الواحد لواحد معين، والخطاب بصيغة الاثنين لاثنين معينين، والخطاب بصيغة الجماعة لجماعة معينة أو للجميع، كقوله تعالى { اعبدوا ربكم } (¬1)
Page 142