============================================================
أخبار الغريض 19 أسفارنا ، قال : فلما رآتى بكى . قلت له : ما يبكيك؟ قال: بأبى أنت ! وكيف (8)- يطيب لى أن أعيش بين قوم يرؤنتى أحمل غودى ، فيقولون لى : ياهناه (11 ، أتبيع مؤخرة الرأحل (2)؟ فقلت له : أرجع إلى مكة فبها أهلك . قال : يابن أخى ، 542)168 أنا كنت أستلذ مكة وأعيش بها مع أبيك ونحوه . وقد أوطنت هذا المكان ولست تاركه ما عشت. فقلنا له : فغتنا بشىء من غنائك . فأبى. ثم أقسمنا عليه فأجاب . ثم عمدنا إلى شاة فد بحناها وخرطنا من مصرانها أوتارا ، فشدها على عوده وأندفع يغنى فى شعر زهير: جرى دمعى فهيج لى شجونا فقلبى يستجن به جنونا فما سمعتا شيي أحسن منه . فقلت له: أرجع إلى مكة، فكل من بها يشتاقك .
قال : ولم نزل نرغبه فى ذلك حتى أجاب إليه ، ومضينا لحاجتنا. ثم عدنا فوجدناه عليلا ، فقلنا : ما قصئك؟ فقال : جاءنى منذ ليال قوم، وقد كنت أغنى فى الليل ، فقالوا : غننا . فأنكرتهم وخفتهم ، فجحلت آغنيهم ، فقال لى بعضهم : غنني: 4 لقد حثوا الجمال لية بوا منا فلم يتلوا (2) ففعلت . ققام إلى هن منهم أزب ، فقال لى : أحسنت والله ! ودق رأسى حتى سقطت لا أدرى أين أنا . فأفقت بعد ثالثة وأنا عليل كما ترى ، ولا أرانى إلا سأموت . فأقمنا عنده بقية يومنا. ومات من غده، فدفتاه وأنصرفنا : (1) الهن : كلمة يكى بها عن اسم الإنسان . وقد تزاد فى التداء الألف والهاء ، فيقال : ياهناه ، بالضم والكسر . فالضم على أنها آخر الاسم . والكسر لالعقاء الساكنين : (2) مؤخرة الرحل : ما يستند إليه الراكب، أو هى خلاف قادمته (3) لم يثلوا : لم يجدوا موئلا وملجأ يمتصمون به
Page 304