L'Expérience Féminine : Sélections de la Littérature Féminine Mondiale
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
Genres
سيكون الأمر رائعا لو عدت شابة من جديد ونظمت حياتي بصورة مختلفة. وهنا يثور بالطبع السؤال: من منهما كنت أتزوج؟ الإجابة ليس لها معنى مثل الإجابة التي سأحصل عليها من انتزاع أوراق الأقحوان. واحدة نعم. وواحدة لا. ينتابني شعور فظيع بأني ما كنت سأتزوج أحدا منهما. أنا مشوشة في أعماقي. أليس الجميع كذلك؟
يطاردني شعور بأن الأمر سينتهي بطريقة غبية.
أعرف الآن أن الغيرة هي النتيجة المباشرة للخيانة. يقول «أ»: «قد أتأخر هذا المساء.» ويبدأ قلبي في الخفقان، وأقول: «لماذا؟ متى؟ أين؟» في اندفاع. وأظنه سيتركني في الغد، أو سيلتقي بإحدى المطلقات اللاتي يترددن عليه.
دائما أفكر إلى الأمام. أعد طعام العشاء بحيث يكفي ليومين في حالة ما إذا اتصل بي «ب» واحتجت إلى الخروج فجأة. أذهب لرؤية أناس لا أريد أن أراهم كي أعطي الأكاذيب مظهرا من الصدق. رأيت امرأة مضجرة أمس، حدثتني عن مغامرة لها فوق باخرة، وكيف أنها لم تستطع لأنها لو فعلت لشعرت بأنها مومس بينما يختلف الأمر لو جرى في منزلها. مراعاة المكانة والوقار! مضيت إلى الهاتف لأتصل به. على الجدار هذه العبارة: «أحب لسلي وجوان.» حدثت «ب» عن العبارة. قلت: «ألا تظن أنها معقولة؟» قال: «جدا.» إنه أكثر عمقا مني فهو لا يتحدث كثيرا.
الغذاء مع «ب» في مشرب. كنت أتسوق. أخجلني أن ألجه حاملة مشترياتي. ظننت أن الأمر سيبدو بيتيا تماما أو لعلني خشيت ألا أصبح مثيرة للاهتمام؟ جلسنا متلاصقين بسبب الزحام. الحركة وسط النهار شديدة. لم أشهدها قط من قبل. تحدثنا عن البساتين. كان له واحد ذات مرة وزرعه تفاحا. قال: «أتعرفين أن هناك ورودا لها رائحة التفاح؟» قلت: «كلا.» قال: «هل تعرفين أن للورود الحمراء قلوبا بيضاء؟» قلت: «كلا.» قال: «اعتدت أن أفتش فيها بحثا عن الآفات.» كان ذلك جميلا.
يضع نظارته ثم يخلعها من جديد. أظن أن عينيه ضعيفتان. تبدوان أحيانا متعبتين ولهذا يبتسم في شحوب، في تناقض واضح مع ذقنه البارز مثل النتوء الجبلي.
مسكينة «إما بوفاري».
هناك صخرتان في اليابان (على ما أعتقد)، تقعان على جانبي البحر، ويمتد بينهما حبل. فهم يعتقدون أنهما صخرتا عاشقين، أو أن العاشقين تجسدا فيهما بعد موتهما، أو غير ذلك من الأساطير التي تناسب حالتي وأنا تحت سلطان الحب.
شممت رائحة النرجس، لكني لم أر شيئا منه إلا في الرأس. مرج كامل، أبيض، برائحته المرة الجميلة. كان معطف «ب» في لون الغبار، ولمسته أول مرة عند القبلة الأولى حيث كانت اللافتة تقول: «8 أقدام و6 بوصات». كأني كنت ألمس زهرة من الورق. الآن اختلط كل شيء في رأسي: مرج النرجس، الغبار فوق الطرقات الجبلية، سترته، الرمش الذي سقط فوق الحافة السفلى لعين نظارته اليسرى، معطفه الذي يشعرني بالورق، وقبلته التي تشعرني بالزهرة. المرة الأولى دائما مجنونة. أعرف ما يمكن أن يكون عليه شعور مدمني الخمر في الثانية التي تسبق اقترابهم من الشراب، وما يشعر به لصوص المتاجر عندما تطبق أيديهم على سلعة، لأني أعتبر نفسي من هؤلاء، هؤلاء المغامرين الخائفين الشرهين .
حجراتنا. غاباتنا. مطاعمنا. حرارتنا وأشواقنا التي لا يشهد عليها سوى الأثاث. في إحدى الغرف كان هناك سقف مزخرف أعجبت به. لم أقل ذلك. فيما بعد قال «ب»: «سقف جميل.» قلت: «لا أستطيع أن أشير إلى الأشياء التي أراها أو أقول الأشياء التي أفكر فيها عندما أحب شخصا ما.» قال: «هذه وحدة، وحدة يائسة.» وفكرت: هو وزوجته يتشاركان الأشياء ولهذا يبقى معها وسوف يبقى معها. أأنا مهووسة وبلهاء؟ كان المسكن لأحد أصدقائه، ومرتبا بصورة لا تصدق.
Page inconnue