L'Expérience Féminine : Sélections de la Littérature Féminine Mondiale
التجربة الأنثوية: مختارات من الأدب النسائي العالمي
Genres
أنكمش، في محاولة لتجنب لمستها: «لا بأس من ارتدائها فلون بشرتي فاتح.» لماذا أدافع عن نفسي؟ «كأنما مات أبواك! أسود أسود أسود! حتى تشبعي من الجنازات.» وترتمي فوق البنش بتنهيدة راحة، معتمدة بذراعها على حافة المزينة: «ماذا ينتوي هذا الفتى .. مايكل؟» - «التدريس في الجامعة.» - «هؤلاء لا يكسبون كثيرا.» - «لا شأن لي يا أمي، فلن أتزوجه!» - «بالطبع لا. ألا يمكنني أن أعلق بشيء؟» وتلتقط شعرة من فوق كتفي ثم تشد ردائي: «وأبوه، ماذا يفعل؟» - «كان طبيبا، لكنه مات.» - «مسكين». وتنحني لتقرص ذراعي هامسة: «يهودي؟»
أطرقت برأسي مؤمنة.
تستدير إلى المرآة، ترمق نفسها وتتخلل شعرها بالفرشاة: «أبوك لن يحب ذلك. هل هو من الأصوليين؟» - «كلا.» - «أنت تعرفين المشكلة التي كانت مع جدتك. كان بابا يقول دائما: نحن في حاجة إلى أساليب جديدة في الأرض الجديدة. كان رجلا متقدما للغاية. كان يقرأ خمس لغات، وكانت إنجليزيته تامة.» - «مايك متخصص في اللغة الإنجليزية.»
تترك يديها تسقطان فوق فخذيها وهي تهز رأسها: «لم أر أبدا أي نفع عاد به ذلك على أبيك، وهو يبيع من باب لباب، ويعمل في دكان أحذية، ثم يموت تاركا لنا كل هؤلاء الأطفال. إنها حياة صعبة، يأكل فيها الكلب أخاه، فلا تنصتي لهؤلاء الأساتذة عندما يقولون لك شيئا مختلفا.» تجلس محملقة لحظة، ثم تنفجر كأنما عارضتها: «لكنه كان رجلا ألمعيا، لا تنسي ذلك!»
لماذا لا يأتي؟ أعبث بشعري. تلمسني مرة أخرى لتصنع به شيئا ما. يقشعر جلد رأسي، وتنتقل منه شرارة إلى يدها: «هكذا كنت أصفف شعري في سنك يا حبيبتي. سيبدو شعرك حلوا للغاية بهذا الشكل. دعيني أقصه لك.»
قوة الإغراء في صوتها الملاطف: اتركي نفسك لي، وسيكون كل شيء رائعا في حديقة ما كان. لا أجرؤ على تذكر كم كنت أحبها عندما كنت صغيرة فوق حجرها: «مايك يحبه هكذا.» لماذا تحدق في بذلك التوق العارم، ليس لي. وإنما خلالي، لتجعل مني شبحا يجسد أحلام يقظتها؟ عندما تؤطرنا المرآة، نحن الاثنتين، جنبا إلى جنب، لا أستطيع النظر إلى نفسي بموضوعية.
يرن جرس الباب بدقاته الثلاث، الوسطى معطوبة ومكتومة، دينج تونك دونج. أنهض وأجري إلى الباب. «الآن تسرعين.» وتمرق إلى جواري، محتكة بي، نحو الدوران المؤدي إلى غرفة المعيشة، وهي تربت على شعرها.
أبي يهز يد مايك، وقد بدا الاثنان متجهمين، بينما تقافزت أمي متوردة بالفضول: «لا بد أنك مايكل! تكلمت مود كثيرا عنك!» «كيف حالكم؟» لو كان مايك قد دق بمسمار إلى الجدار، ما بدا أكثر تصلبا. فقد تجمد وجهه في رسمية عمياء، ناظرا إلى الأمام مباشرة، إلى لا شيء. يجلس في المقعد الذي عينته، إلى جوار التلفزيون. يبدو موصدا في مواجهة منزلنا. أحن إلى الرسوم المدورة على شكل العجلة فوق الأذرع العظيمة للأريكة، والطواويس المذهبة المختالة فوق العتبات العالية، والفوضى الخزفية المبهرجة فوق الأرفف ذات الحليات الدقيقة التافهة. هذا المنزل، المزخرف بالحواشي والأجهزة، يطفو مثل فقاعة فوق سطح كبرياء أبوي وزهوهما. لم أرهما من قبل أكثر عرضة للانتقاد من الآن، أمي في المقدمة، فوق الأريكة، وأبي في الخلفية، وراء سحابة من الدخان، يتساءل، ولا شك، لماذا لم أظل في العاشرة من عمري، أو لماذا لم أكن صبيا. لكنه يتحامل على نفسه، ويسلك حنجرته: «ماذا تدرس في المدرسة؟» - «الأدب يا سيدي.»
يطرق أبي برأسه: «هل تعمل والدتك؟» - «إنها متخصصة في المكتبات.»
تفور رغبتي في حمايته وأنا أشهد التوتر يتزايد حول فمه وعينيه: «سوف نتأخر على العرض». وأجذب سترتي، فأصطدم به عندما قفز واقفا، متأخرا بعض الشيء، ليساعدني.
Page inconnue