الفصل الثالث: في مبلغ عمره (عليه السلام)
عاش (صلوات الله عليه وآله) سبعا وأربعين، ويقال: تسع وأربعون (1) سنة وأشهرا.
كان مع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وفاطمة (عليها السلام) ثماني سنين، وسبعا وثلاثين سنة مع أمير المؤمنين (عليه السلام)، وسنة مع أخيه الحسين (عليه السلام)، وكانت مدة خلافته عشر سنين، ووقعت المهادنة بينه وبين معاوية بعد مضي ستة أشهر وثلاثة (2) أيام من خلافته، وإنما صالحه (عليه السلام) خوفا على نفسه، وحقنا لدماء المؤمنين من شيعة أبيه (عليهما السلام)
. الفصل الرابع: في وقت وفاته وموضع قبره (عليه السلام)
مضى (صلوات الله عليه) لليلتين بقيتا من صفر سنة خمسين من الهجرة مسموما سمته زوجته بنت الأشعث (3) بن قيس الكندي بأمر. معاوية بن أبي سفيان، أرسل إليها ودسها وسوغها المال. وفي رواية تقبل مائة ألف دينار وتزويجها من ابنه يزيد، وضمن لها أن يرسل إليها، فسقته جعدة السم ولم يزوجها من يزيد، فبقي الإمام أبو محمد الحسن (عليه السلام) أربعين يوما مريضا، وجاء في الروايات أن الإمام الحسين (عليه السلام) دخل على أخيه (عليه السلام) فقال: «لقد سقيت السم مرارا، فما سقيت مثل هذه المرة، لقد لفظت قطعة من كبدي» فقال له الحسين (عليه السلام): «ومن سقاك؟» فقال: «وما تريد منه إن يكن هو، فالله أشد نقمة، وإن لم يكن (4) هو فما أحب أن يؤخذ بي بريء».
ومضى لسبيله في صفر سنة خمسين من الهجرة، وله يومئذ ثمان وأربعون سنة .
Page 82