Le Taj Manzur
التاج المنظوم من درر المنهاج المعلوم لعبد العزيز الثميني مج2 من المخطوط
Genres
وللمرء أن يرضي من يخشاه بقول لين، ويضمر خلافه لجر نفع أو دفع ضر، لا مصانعة في معصية. ولقاء الناس بلين الجانب من حسن الخلق، والتعطف لا من المصانعة؛ ومن سلم من معصية ويلقى الناس كيف شاء، وإن بوصوله إلى جائر ولم يكن عاصيا بذهابه إليه لم يكن عاصيا في ذلك ولا مصانعا، وإنما هو من حسن أخلاقه ليتقيه صرفا لضره، واستكفاء لمعصيته، وذبا عن غيره، فيكون ذلك منه عبادة.
وجاز الصنع -قيل- لذمي وملك وغيرهما إن أدى إلى تقوية الدين، وأمر الآخرة، أو قضاء حاجة مباحة، وكل ما ينقص من دنياك فتحتمله فهو مدارات، وفي أمر الآخرة مداهنة.
وندب لعاقل أن يعتزل أهل زمانه إن رأى العزلة أصلح لشأنه، لما روي: «أن صوامع المسلمين بيوتهم».
ابن عباس: وهل يفسد الناس إلا الناس. وعن عمر: خذوا حظكم من العزلة.
ولمن مر تحت مائل أو مخوف أن يسرع في مشيه اقتداء به -صلى الله عليه وسلم- إذ فعله، فقيل له فيه، فقال: أخاف موت الفجأة. ويدع الرجل الإلتفات فإنه فعل الحمق، وينظر في موضع قدمه، ويمشي الراجل في جانب الطريق والراكب في وسطه، وهذا في العمران، وأما في الفضاء ففي وسطه لهما.
وفي الحكمة أياك والحاجة(91) والمشي في غير حاجة، ولا بأس بالجري فيها، وقيل: هو من الجفاء إن كانت تدرك بالمشي؛ وجاز فيما خيف فوته أو عطب فيه أو هلاك نفس أو مال ولو للغير، بل ذلك مندوب.
وروي: اجتنبوا الجلوس على الطرقات إلا بضمان أربعة: رد السلام، وغض الأبصار، وإرشاد الضال، وعون الضعيف، قيل: وتشييع الجنائز.
ابن محبوب: لا يقوم أحد إلا لإمام عادل أو فقيه أو والديه.
فصل
روي: «إن الله قسم بينكم أرزاقكم كما قسم بينكم أخلاقكم، ولو هرب أحدكم من رزقه كما يهرب من الموت لأدركه رزقه كما يدركه الموت».
Page 175