Le Livre de la Couronne sur les Maures des Rois

Al-Jahiz d. 255 AH
64

Le Livre de la Couronne sur les Maures des Rois

كتاب التاج في اخلاق الملوك

Chercheur

أحمد زكي باشا

Maison d'édition

المطبعة الأميرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

Lieu d'édition

القاهرة

باب في صفة ندماء الملك ينبغي أن يكون نديم الملك معتدل الطبيعة، معتدل الأخلاط، سليم الجوارح والأخلاق، لا الصفراء تقلقه وتكثر حركته، ولا الرطوبة والبلغم يقهره ويكثر بوله وبزقه وتثاؤبه ويطيل نومه، ولا السوداء تضجره وتطيل فكره وتكثر أمانيه وتفسد مزاجه. فأما الدموي فليس يدخل في هذه الأقسام المذمومة، إذ كان بالبدن إليه حاجة كحاجته إلى تركيبه وسلامته. ومن حق الملك، إذا زامله بعض بطانته، أن يكون عارفًا بمنازل الطريق، وقطع المسافة، دليلًا بهدايته وأعلامه ومياهه، قليل التثاؤب والنعاس، قليل السعال والعطاس، معتدل المزاج، صحيح البنية، طيب المفاكهة والمحادثة، قصير المياومة والملايلة، عالمًا بأيام الناس ومكارم أخلاقهم، عالمًا بالنادر من الشعر والسائر من المثل، متطرفًا من كل فن، آخذًا من الخير والشر بنصيب. إن ذكر الآخرة ونعيم أهل الجنة، حدثه بما أعد الله تعالى لأهل طاعته من الثواب، فرغبه فيما عنده؛ وإن ذكر النار، حذره ما قرب إليها. فزهده مرةً، ورغبه أخرى. فإن بالملك أعظم

1 / 69