Le Livre de la Couronne sur les Maures des Rois

Al-Jahiz d. 255 AH
163

Le Livre de la Couronne sur les Maures des Rois

كتاب التاج في اخلاق الملوك

Chercheur

أحمد زكي باشا

Maison d'édition

المطبعة الأميرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

Lieu d'édition

القاهرة

فقال: يا أبا محمد! من قصة هذه المرأة ومن حالها ومن فعلها. قال: فوالله! لم يزل يصفها ويصف أحوالها حتى بهت. وحدث أبو البرق الشاعر، قال: كان يجري علي أرزاقًا، فدخلت عليه، فقال بعد أن أنشدته: كم عيالك؟ تحتاج في كل شهرٍ من الدقيق إلى كذا ومن الحطب إلى كذا. فأخبرني بشيءٍ من أمر منزلي مما جهلت بعضه، وعلمه كله. وحدثني بعض من كان في ناحيتة، قال: رفعت إليه رقعةً أسأله فيها إجراء أرزاقي. فقال: كم عيالك؟ فزدت في العدد. فقال: كذبت! فبهت، وقلت في نفسي: يا نفس، من أين علم أني كذبت؟ فأقمت سنةً، لا أجتري على كلامه. ثم رفعت إليه رقعةً أخرى في إجراء أرزاقي. فقال: كم عيالك؟ فقلت: أربعة. فقال: صدقت فوقع في حاشية رقعتي: يجرى على عياله كذا وكذا. ولولا أن يطول كتابنا في إسحاق وذكره، لحكينا عنه أخبارًا كثيرةً، وهي من هذا الجنس، وفيما ذكرناه كفاية. فعلى الملك أن يميز بين أوليائه وأعدائه بالفحص عن أسرارهم ودقيق أخبارهم، حتى إن أمكنه أن يعرف مبيت أحدهم ومقيله، وما أحدث فيهما، فعل.

1 / 171