Le Livre de la Couronne sur les Maures des Rois

Al-Jahiz d. 255 AH
143

Le Livre de la Couronne sur les Maures des Rois

كتاب التاج في اخلاق الملوك

Chercheur

أحمد زكي باشا

Maison d'édition

المطبعة الأميرية

Numéro d'édition

الأولى

Année de publication

١٣٣٢هـ - ١٩١٤م

Lieu d'édition

القاهرة

وعلى هذا جميع ملاذ الدنيا. فالملوك الماضية إنما جعلت للملاذ وقتًا واحدًا من اليوم والليلة، لهذه الفضيلة التي فيها. فعلى الملك السعيد أن يقسم يومه أقسامًا: فأوله لذكر الله تعالى وتعظيمه وتهليله؛ وصدره لرعايا وإصلاح أمرها؛ ووسطه لأكله ومنامه، وطرفه للهوه وشغله. وأن لا يثابر على إدمان الشغل في كل يوم. وإن طالت هذه الأقسام بمواضعها، فلا يجد للهو لذته، ولا للنعيم موضعه الذي هو به. وكانت الملوك الماضية من الأكاسرة تشرب في كل ثلاثة أيامٍ يومًا، إلا بهرام جور والأردوان الأحمر وسابور؛ فإنهم كانوا يدمنون الشرب في كل يوم. وكان ملوك العرب، كالنعمان، وملوك الحيرة، وملوك الطوائف، أكثرها يشرب في كل يومٍ وليلةٍ، مرةً. وكان ملوك الإسلام، من يدمن على شربه، يزيد بن معاوية. وكان لا يمسي إلا سكران، ولا يصبح إلا مخمورًا. وكان عبد الملك بن مروان يسكر في كل شهر مرةً، حتى لا يعقل في السماء هو

1 / 151